نوف بنت عبدالله الحسين
هيل ومسمار بالأسباب مسحوق
مع الزعفران والشمطري ليا انساق
محمد بن عبدالله التميمي
فاخر ذلك الزعفران.. برقّة عشبته.. وبهجة لونه وأناقته.. عانق المسارح الرومانية كهواء ماطر أخاذ.. لها طقوس في تجفيفها كملكة أسطورية.. متعددة المواطن ما بين إيران وإسبانيا والهند واليونان والمغرب وإيطاليا.. يصاحب موطن الجمال أينما كان.. عانق فرشاة الرسامين القدامى وحطت لوناً ذاخراً في لوحاتهم.. مطيّباً للطعام والمذاق.. مداعباً الأجواء برائحته النفاذة.. حطت رحالها في قهوتنا الزاخرة بالحب والعطاء والهيل والزعفران.. تلك الزعفرانة التي ارتحلت موطنها لتحتضن مجالس الكرم.. والتمام الشمل.. تجاور ليالي السمر.. وتعانق ضحكات الأحبة.. تلك الثمينة الزعفرانة.. التي ما أن تحط رحالها على القهوة.. إلا وتقلب كيان القهوة التي أبهرتها بغنجها الباذخ.. فتمازجت بحب.. وطيبت الأمزجة.. زعفران لا يضعه إلى كريم روح.. وطيّب نفس.. ذلك الصانع للقهوة بحب كما كانت تفعل جدتي العبقة بالزعفران.. وارتباطها بالزعفران.. لإكرام الضيف.. وإكرام الحبيب.. وإكرام الأبناء والأحفاد.. فارتبط الزعفران بذكراها.. وبروحها الطاهرة.. وقلبها الصافي.. وابتسامتها الحنونة.. تلك الاستثنائية.. المليئة برونق الزعفران.. تكثر منه بوجل.. يجعلك تخشى أن تتبقى قطرة واحدة من القهوة، وتسكبه كله في جوفك فتصبغ إبهامك وتعانق ما بين ثنايا الأسنان.. فتصبغه بلون الذهب... تبالغ بثرائها الزعفراني على قهوتها.. ولو على حساب الدّين الذي تدفعه ثمناً لحبها الفيّاض.. حبيبتي اللطيفة.. رفيقة الزعفران.