نوف بنت عبدالله الحسين
(انتهينا وجفت الدمعة الحزينة
انتهينا وتغربت بالعناد أمانينا)
- سعود شربتلي
التذبذب ما بين التواجد والغياب مرهق.. يشتت الروح ويدوي في داخلها صرخة مخنوقة... فلا الوجود له معنى ولا الغياب يعطي للروح ذكرى.. إنه أسى يحاصرك.. فلا تعد للروائح قيمة ولا للغيمة ولا الورود ولا المقطوعات الموسيقية ولا طعم القهوة ولا أي شيء مما كان.. وكأنه لم يكن.. الاستمرار في هذه الضبابية يقتل كل ما هو جميل قد حدث.. فلتتلاشى العلاقة.. ولتبقى روائح الذكرى العبقة.. ولنبقى على مساحة الحب الذي يذكرنا بأننا بشر.. نغفر ونعفو ونسامح ونحب.. ليس استئناف العلاقات ما يعيد الجمال.. بل المحافظة على الذكرى وعلى تلك الفوّاحات التي تألقت بوجود أحداث أنيقة المعنى راقية الذكرى..
لماذا ندمر جماليات عشناها في لحظة صفاء.؟!.. فيبدو الغضب كارثياً يعصف بكل شيء.. ويبيد كل أثر جميل ليحوله لمأساة من الألم والوجع...يشكّل محرقة للذكريات ويتجرع من رمادها الأحزان.. لماذا نقسو على أنفسنا وننسى حقها وكأن الكون ضاق بما رحب ؟!.. لماذا ننسى حقها في الاستمتاع بالذكرى وبرائحة كانت قصة تفوح بهجة وسعادة... لماذا ننسى ضحكنا ونتذكر الدموع ؟ ولماذا نجعل الجرح يسيطر على وخز الألم بدل أن نضمده؟!..
فلنمض نحو الحياة.. لأن الحياة أبسط من كل هذا التعقيدات التي صنعناها بأنفسنا.. كل ما عليك هو أن تمضي فيها بسلام دون أن تؤذي نفسك والآخرين.. ارحل بهدوء وحافظ على بقايا رائحة جعلتك في يومِ ما... سعيداً.