نوف بنت عبدالله الحسين
(اتخيلك بالموعد المقبل ولا أدري بس متى
فيها أريج الورد لا غنى وعزف
والموج لا طرز خرف
فوق الشطوط اليانعة)
- خالد بن يزيد
اجتياح مباغت جميل بين استسلام رمال الشاطئ.. وهيجان الأمواج المشتاقة لملامسة حبيباتها الناعمة.. تغوص في الرمال وتمتزج بها حبا وشوقا ورغبة عارمة في العودة لها كل حين.. تتلاحق الأمواج مستمتعة بحفاوة الرمال لاحتضانها.. توق عميق بين الثانية والأخرى في العودة من جديد لأحضان الرمال الناعمة الرقيقة.. تتدفق الأمواج بهدايا البحر.. مرصعة الرمال بأصداف حديثة عهد بالبحر.. اختتمت رحلتها على الشاطئ لتصنع بريقاً جاذباَ للأطفال والكبار.. فتكون الرمال هي المحطة الأخيرة لها قبل أن تذهب إلى مكان آخر في قنينة مركونة.. أو مثقوبة داخل عقد.. أو بين ثنايا الخشب على رقعة قاعدة الشطرنج.. إنها هدايا الأمواج للشاطئ وامتنانها للاحتواء والاحتضان.. تماماً كبعض البشر.. ينتظرك لترتمي في أحضانه .. ويجتاحك حنانه دون أن تشعر.. ويتراقص فرحاً لهذا الاجتياح .. يخطف اللحظة الآسرة من حضن الجنون الناعم.. لحظات الاجتياح الذي يصنع الذكرى.. في جو ارتجاف الحنين.. يطفئ عطش الاشتياق.. بشيء من الترانيم العذبة.. تلتقي النبضات.. وترتقي الأرواح.. لتسمو في تعبيرها عن مكامن الشعور والإحساس.. ذلك الاجتياح الرقيق الراقي الرقراق.. وكأنها رقية للأرواح تداوي شروخ الوله.. ينتثر حوله همسات النديم.. وتغاريد الوجدان الكامن في النفس المجتاحة.. بحب...