م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
«في باب هجاء المستشار يصفونه بأنه كالمدفع المستأجر (Hired Gun) فهو يضع النتيجة أولاً نصب عينيه ثم يشرع في إعداد الاستشارة حتى تصيب الهدف المُسْتأجَر لأصابته.. فهو لا يبحث عن الحقيقة، بل يبحث عن حشد الأدلة والقرائن والمبررات لتحقيق ما يريده المُسْتأجِر حتى لو احتاج الأمر إلى لي أعناق الحقائق والانتقاء المنحاز للمعلومات والإحصاءات.
«والحقيقة هي أن المستشار يغرف من تجربة ويسير وفق منهجية..
وهو كالسلم على طالب الاستشارة أن يرتقيه ليصل إلى مبتغاه.. فكلما ارتقت مقدرة طالب الاستشارة ارتقى أعلى ما لدى المستشار من خبرة ووصل إلى أبعد ما لديه من منهجية؛ بمعنى أن الاستشارة تُؤخذ بقدر ما تمنح..
فإذا ضعفت القدرة على الأخذ قلت كمية المنح.. والعكس كذلك فكلما ضعفت قدرة المستشار قل ما يُؤخذ منه..
وبقدر فهمك لموضوعك واهتمامك الشخصي للحصول على الاستشارة ومقدرتك على استخلاصها تقرّر مقدار جودة الاستشارة التي تحصل عليها.
«العمل الاستشاري عمل خدمي فكري إبداعي مشكلته أنه يقدم بشكل فردي.. لذلك كل منظوماته تنتهي بنهاية أصحابها.. فتقديم الخدمات الاستشارية في مجالات القانون أو الهندسة أو الطب أو الاجتماع أو الإعلام وباقي خدمات الاستشارة هي مهام فردية في بدايتها وإدارتها ونهايتها.. نعم هناك حالات عالمية استمرت بنظام الخبراء الشركاء لكنها نادرة لا حكم لها.
«الخلاصة التي أريد الوصول إليها هي أن المستشار عنصر حيوي في إعداد أية خطة.. والخطة هي الخطوة الأولى لأي عمل وأي إنجاز وأي نجاح.. ومع هذا فكم منا يضع خطة لكل ما يفعل كَبر ما يريد فُعله أو صَغر؟.. تلقائية الحياة تأخذ الجميع تحت جناحها.. فكلنا - إلا من رحم ربي - يتصرف وفق ردات الفعل التي تتجاوب مع كل ما يصادفنا.. والتصرف وفق اتجاه المصدر وزاوية التلقي كأننا كرات تتصادم مع بعضها وتتجه حسب قوة الاصطدام لا حسب رغبة من يعنيه الأمر.