م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - للتغيير مسارات عمل يحدث فيها الأثر.. من ذلك العمل على السلوك وهو أحد المسارات المؤكدة للتغيير.. والذي يحدث تأثيره بتدرج لكن مشكلته أنه بطيء جداً ويبين أثره خلال أجيال.. أما إذا كان المطلوب هو إحداث التغيير بسرعة فيجب هنا العمل على مسار القناعات.. ففعله يظهر سريعاً وتأثيره غير متدرج بل وثَّاب.
2 - الخوف من التغيير هو شعور ناتج من أن تكون محصلته سيئة وعاقبته غير محمودة.. وهذا الخوف في حقيقته ليس قائماً على واقع بل على هاجس.. ووزن ذلك الهاجس من توقع السيء لا تزيد نسبته بأي حال من الأحوال على نسبة توقع الأفضل.. كما أن الخائف من التغيير لم يَبْنِ قرار الخوف على بينة ولكنه استكان للزاوية السلبية من الخوف.
3 - أيضاً الخوف من التغيير حالة معرفية بقدر ما هي نفسية.. فالذي يخاف من التغيير يغمض عينيه عادة عن التغيرات التي تحدث حوله.. ويبدأ بخلق آليات يدافع بها عن نفسه في مواجهة الخوف من التغيير.. لذلك تجده مثلاً يجعل التغيير مسبة ومثلمة.. ويخلط بينها وبين الثبات على الحق ويرخي سدول ذلك الخلط في المفهوم على الثبات في الآراء والأفكار والطباع والعادات والتقاليد.. وكأن تغييرها أو تطويرها حيدة عن الثبات على الحق.
4 - التغيير حالة شخصية أولاً.. والنص القرآني أكد أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. أي أن هذا التغيير يجب أن ينطلق من الذات وأن يكون في المفاهيم والقناعات والقيم ويمارس في الحياة العامة والخاصة.. ومن هنا يحدث التغيير الشامل.
5 - كلنا لا شعورياً نقاوم التغيير.. إنها غريزة تحرك المرء وتسيطر عليه في حالات كثيرة.. لهذا نخاف من التغيير.. لكن لماذا التخويف منه؟.. من قال إن التغيير يستلزم هدم أركان السائد المعتاد والمحبوب المرغوب؟.. التخويف من التغيير تجاوز حدوده من الاكتفاء بالدفاع عن النفس إلى دفع الآخرين وتخويفهم.. إن إخافة الناس لإبعادهم عن القبول بالتغيير أذية وطنية يجب مواجهتها.
6 - أن تخاف فهذا شأنك.. لكن ليس من حقك أن تُخَوِّف غيرك.. والخائفون من التغيير يمارسون فعلاً لا يصح في حق أنفسهم وأبنائهم وإخوانهم وزملائهم وشركائهم.. الخ.. فلا تخيف الآخرين من التغيير إذا كنت أنت خائفاً.