صيغة الشمري
تم أخيرًا السماح للسعوديين بقيادة السيارة في النمسا، بعد فترة من المنع تسببت في تضييق (صدور) رجال تعودوا أن يكون كل شيء لهم وتحت أمرهم، وهذا المنع الذي استمر فترة لا بأس بها جعل رجال بلادنا يجربون إحساسنا ونحن ممنوعات من قيادة السيارة في بلادنا، وقد تكون ضارة نافعة لا سيما أن السياحة في النمسا عائلية ومنع (سي السيد) السعودي من قيادة السيارة تنال من سيادته وهيبته لا سيما وهو جالس في المقعد الأمامي بجانب سائق أجنبي يتلفت يمنة ويسرة كما رأس الديك خوفًا من أن يراه سعودي آخر، حيث إن حرج السائح السعودي لا يحدث إلا أمام سائح سعودي آخر، أما بقية الجنسيات الأخرى فالأمر عادي جدًا، كما أن السياحة في النمسا لا تستمتع العائلة السعودية بها دون استخدام سيارة خاصة في التنقلات، لذلك كان منع السلطات النمساوية من استخدام السعوديين لرخص قياداتهم أمرًا لا يجعل السياحة ممتعة ويقلل كثيرًا من قيمتها عن العائلة السائحة، وعلى الرغم من أن المنع لا علاقة له بسلوكيات السعوديين السياح، كما يحاول بعض المغرضين ترويجه إلا أنه أثلج صدور بعض السعوديات اللاتي يطالبن بحقهن في قيادة السيارة في بلادهن ويبدو أن (حوبتهن) قوية حيث تسببت في منع الرجال السعوديين بالمثل في بلد مهم جدًا أن يسوق به السعودي في عائلته أهمية قد تتجاوز أهمية أن يسوق في بلاده، مع أمنياتنا - نحن النساء في السعودية - بأن يجرب ما جربناه طوال عمرنا المديد واضطرارنا أن يشاركنا سيارتنا الخاصة رجل أجنبي يتمتع بنصف ذكاء وعدم معرفة تامة باللغتين العربية والأجنبية، حيث تحترق الأعصاب لعدة أشهر تذهب بمحاولات التفاهم معه بهز الرأس للتواصل مع كائن غريب اقتحم خصوصيتك مجبرة رغمًا عنك ورأسك يحوم وآذانك تصفر في محاولة استيعاب تناقض قرار المجتمع الذكوري السعودي الذي يمنعنا من قيادة السيارة خوفًا علينا من الفساد وفي نفس الوقت يسمح لنا بإدخال رجل غريب إلى عمق حياتنا الخاصة! وهو لا يعي أنه عالج فسادًا بفساد أكبر، نحن لا نقصد التشفي من إخوتنا الرجال ولكن نتمنى أنهم شعروا بمعاناتنا بعد أن أجبرتهم الحكومة النمساوية على تجريب الوضع الذي نعاني منه طوال حياتنا، وهذا مما يؤكد أن النساء في السعودية لهن (حوبة) قوية جدًا ومن يغضبهن سيجد نفسه يقع عليه ما يقع عليهن من ظلم، لذلك حذار أخوتنا الرجال حتى لا تجدون أنفسكم وقد اضطررتم لتكبد ما نعانيه ننصحكم بمزيد من الإحساس بنا وبظروفنا!