صيغة الشمري
كيف يمكن لأي إنسان لديه عقل أن يمسك بشخص اقتحم بيته وقتل أحد أبنائه عامداً متعمداً أن يجلس معه ويتحاور معه عن دوافعه وأسبابه الخفية لارتكاب جريمة بحق ابنه، هذا ما تفعله المناصحة التي لا يكون مفعولها كبيراً مع أناس أصبحوا يحاربوننا علناً، نعم نحن في حرب معلنة مع أتباع الفكر الضال ولا جدوى لمناصحتهم تحت أصوات دوي رصاص الحرب، لا مجال للوثوق بهم أو الركون لعهودهم أو مواثيقهم، فهم محتالون بلا ذمة أو ضمير، لأن الوطن هو الخاسر الأكبر من خروج مكفرين وإرهابيين وقتلة ومريقي دماء ومرعبين ومدمري اقتصادنا ليخرجوا كأبرياء مغرر بهم، وليبشروا زملاءهم في تنظيم القاعدة وداعش أنهم لا زالوا صامدون بل ظهروا كمنتصرين في مرحلة قوة أشد من خصومهم الذين ليسوا سوى نحن!.
إذا كانت مناصحة هؤلاء الإرهابيين لبيان أن دولتنا عادلة فهذا لا يحتاج دليلاً تثبته النوايا الطيبة مع أناس خبثهم جعلهم يغدرون بأقرب المقربين، إن هذا أمن دولة ولا تحتاج الدول في سبيل الحفاظ على أمنها أن تناصح خونة وتعتبرهم طيبين يمكن التعايش معهم كمرضى نفسيين وعلاجهم الوحيد هو المناصحة، لأن هؤلاء ليسوا سوى أعدائنا وقتلة أبنائنا ومكفرينا، لن نقبل بالتعايش معهم ولو قبلنا على مضض وتنازلنا سنتعايش معهم من طرف واحد لأنهم لن يتغيروا ولن يتنازلوا حتى وان حصلوا على مئات الفرص من الدولة فمن يخون وطنه مرة لن يتردد في المرات التالية!.
أنا لا أعني إلغاء لجنة المناصحة لكن تغيير مسارها وتوجيهها فقد أعجبتني تجربة دولة الكويت الشقيقة في لجنة المناصحة، حيث إن لجنة المناصحة لديهم تختص بتقييم المستوى الفني والعلمي للأئمة والخطباء وحضور المحاضرات وسماعها، ومناصحة الأئمة، فكرياً وعلمياً، وتقديم التوجيه المناسب لهم وتنمية مهاراتهم من خلال الدورات العلمية بالإضافة إلى تقييم خطبة الجمعة والخطيب من حيث الإعداد والمهارات وحسن التحضير والإلقاء.
فالمناصحة لمن تعتقد سلامة معتقده وحسن نواياه، وليست لشخص يكفر الحكام وغالبية الناس، والعلماء، والمختصين، ويخرج مستخدماً التقية!.