صيغة الشمري
تجربة وزارة المياه والكهرباء ومنسوبي الوزارة تجربة قد نجدها في الأيام القادمة موجودة في كتب نوادر التاريخ وعجائب الزمن، تجربة غريبة جداً لا يمكن أن تفهمها مهما كان تفكيرك واسعا، ولك خبرة طويلة في العجائب، قمة قوة الأعصاب والصمود في وجه شعب كامل يصرخ ويثبت للوزارة أن فواتيرهم مضروبة لكنهم ماضون في تزكية أنفسهم والإصرار على أنهم أصدق من الآخرين لدرجة بث إعلانات تلفزيونية تشرح للمواطن والمقيم أن فاتورته التي قيمتها بالآلاف إنما هي نتيجة إحدى عدة أنواع من التسربات..
.. وإن أثبت بالدليل القاطع أن بيتك خال من التسريبات يبدأ موظف المياه بالتفاوض معك وكأنك في حراج للإبل، وحسب مهارتك بالتفاوض يتم تصفية فاتورتك بالمبلغ الذي انتهى عليه التفاوض.
فواتير المياه تثبت أن هناك خللا في نظام شركة المياه نفسها وعليها الاعتراف بخطئها وتصحيحه بدلا من مناطحة المواطنين والتصادم معهم دون وجه حق.
إن تصريح وزير المياه والكهرباء الذي قال فيه (فاتورة مياه المنزل لا تصل إلى نصف مبلغ جوال أحد أفراد الأسرة)، إن هذا التصريح يدل على أن بعض المسؤولين ليس لديهم أدنى فكرة عن معيشة وحياة الطبقة الفقيرة أو حتى الطبقة الوسطى، كارثة إن كان هناك من يعتقد أن كل فرد من أفراد الأسرة السعودية يدفع فواتير للجوال بما يفوق الألف ريال، وكأنه لم يسمع عن بطاقات شحن الجوال التي لا تتجاوز العشرين ريالا بل يعتقد أن جميع هواتفنا مفوترة وبالآلاف.
إن عدم وجود أدنى فكرة عن حياتنا وظروفنا ومستوانا المعيشي أمر يجعلنا نشعر بمرارة مضاعفة وحزن شديد وإن عشر سنوات التوعية التي يمن بها علينا ونُتهم أنها لم تجد نفعا معنا إنما هي دليل إثبات على فشل المياه في توعية الناس، حيث لم يبق صنبور ماء لم نقم باستبداله بالنماذج التي أوصى بها مسؤولو المياه، كل ما اقترحته علينا وزارة المياه قمنا بتطبيقه، وفي الأخير نحمل مسؤولية فشل السنوات العشر بالترشيد، لا يوجد مواطن سعودي لا يعي مدى حاجتنا لترشيد المياه نظراً للشح المائي الذي يواجه جميع دول العالم، كان بإمكان وزارة المياه منع دخول وبيع الأدوات أو المواد التي تتسبب في هدر الماء وحصر البيع فقط على الأدوات التي ترشد استخدام الماء، دون مراعاة الضغوط التي يمارسها تجار هذه الأدوات لتصريف بضاعتهم السابقة!.