صيغة الشمري
انطلقت رؤية السعودية 2030، التي تبعث على التفاؤل لجميع المواطنين؛ لأنها ذات صفة وبصمة وطنية بامتياز، تستند إلى أسس واقعية من خلال تقييم الخطط السابقة، ثم تحديد مواضع الضعف والقوة لاستكمال المميز منها، وتصحيح المتعثر من مبدأ إصلاحي حقيقي للوضع القائم. فالسنوات القادمة تمثل جسور عبور السعودية إلى مستقبلها الذي خطه أميرنا الشاب وولي ولي العهد. وقد أقر بأن هناك تحديات،
لكنه يثق بالفرص أكثر من التفكير بالمعوقات. وبكل أمانة، وبعيدًا عن الديباجات الجاهزة والعبارات المنمقة، فالعنوان الرئيسي في المرحلة القادمة هو (الطموح والعمل والإنجاز). نعم، الآن نحن في مرحلة الطموح الذي قال عنه ولي ولي العهد إنه سيبتلع كل المشاكل الأخرى. وعلينا تحمُّل المسؤولية في مواجهة كثير من التحديات، وتحقيق الكثير بالتكاتف، والمساهمة في بناء الوطن. وعلى الرغم من أن تحديات ومتغيرات اليوم تتطلب أدوارًا جديدة فإن الثقة كبيرة بالإمكانات والإدراك للمسؤوليات الملقاة على الجميع، والقدرات على تحقيق إنجازات مميزة للوطن والمجتمع والأسرة.
فلا مجال للتفكير في صراع رغبات بين فئات تناكف بعضها؛ فولاة الأمر نظرتهم أبعد، وهمهم أكبر لتكوين أساس متين لمستقبل أجيال. فالدولة ستهيئ المجتمع خلال السنوات القليلة المقبلة لتقبُّل التغيير كفكر، والعمل على تقوية الرابط الوطني القوي بين المواطنين بمختلف مناطقهم ومذاهبهم، والالتفاف حول بعضهم لتحقيق المصلحة الأهم (وطن قوي ومنتج، يحقق لهم الأمان والرفاهية)، بعدها سيكون من السهل تقبُّل أي قرار يصب بمصلحة اقتصادنا مستقبلاً، وخصوصًا أن السياسة الحالية هي سياسة الحوار والشفافية في الطرح كما أوضحها ولي ولي العهد. فبعض القرارات تحتاج إلى إقناع وحوار فكري لمعالجة أسباب الرفض والمعارضة والتصلب في الرأي، حتى فيما يتعلق بالمرأة ودورها في الرؤية الذي يفوق الرغبات الخاصة؛ فمشاركة المرأة في مستقبل البلد عميق ومتجذر لبناء جيل ومساندة الرؤى والخطط المستقبلية قلبًا وقالبًا. أما قضاياها المعلقة فسيأتي وقت قرارها بجدية بعد تحقيق واكتمال الرؤية العامة؛ فقد لاحظنا في مقابلة محمد بن سلمان الشفافية والوضوح، ونبذه التشبث ببعض الاعتقادات، وكأنها مسلَّمات في القرآن والسنة، وأنه لا بد من تغيير ما نوهم أنفسنا بقدسيته!