سعد الدوسري
كل الذين يحاولون أن يقلّلوا من حجم إنجازات شاباتنا وشباننا، ويعتبرون الأخبار التي تنشر عنهم مجرد حملات علاقات عامة، سوف لن ينبسوا ببنت شفة، حين يكون الحديث عن غادة المطيري، تلك التي حطّمت كل القيود، وحصلت على المنح المتواصلة من جامعات ومؤسسات البحث العلمي الأمريكية، لكي تستمر في إنجازاتها، ابتداءً من اكتشافها لمادة «الفوتون» التي حلّت محل المشرط الجراحي، وانتهاءً بالـ «نانو كابسول»، الكبسولة متناهية الصغر، التي تحقن في الموقع المحدد من جسد المريض، ثم يتم فتحها بتقنية الليزر، لتقضي بذلك على المرض.
الدكتورة غادة، لم ترضخ للضغوطات، ولم تقل أنني لم أستطع احتمال الغربة وفراق الأهل والأحباب، لم تستصعب المواد العلمية، لم تفرِّط في دقيقة واحدة من وقتها، فكيف بساعات أو أيام؟! لقد كرَّست كل وقتها للدراسة والبحث والتقصي والمشاركة مع فرق العمل الناجحة والجادة. كل هذا لأنها تستشعر دورها في بناء ذاتها وفي تمثيل بنات جنسها وتمثيل جيلها، لأنها تعي أن على عاتقها دوراً كبيراً في بناء المستقبل الجديد لوطنها، وأنه (أي المستقبل) لن يكون لائقاً بها وبتطلعاتها، إن لم تشارك هي وغيرها في وضع لبناته الجديدة والمتجددة.
لقد حققت هذه الأيقونة السعودية، وفي سنوات قليلة، ما لم تستطع مؤسسات تعليمية وأكاديمية، أن تحققه خلال سنوات طويلة، وكانت بحق سفيرة مبهرة للإنجاز العلمي السعودي، بالرغم من أن أحداً لم يدعمها أو يموّل أبحاثها.