سعد الدوسري
عبدالرحمن عايل؛ مبدع من مبدعينا في مجال السينما. له عدة محاولات في هذا المجال، في محاولة منه لشق طريقه الخاص في هذا الفن المزدهر مؤخراً، والذي كشف لنا عن مواهب لافتة، لا تقل عن غيرها من المواهب في الوطن العربي، على الرغم من أن السينما لم تحظ باعتراف المؤسسات الاجتماعية والرسمية، مما صعّب الأمر على السينمائيين والسينمائيات الشباب، وقلل من فرص حضورهم المحلي، وليس العربي والعالمي.
إضافة إلى السينما، طوّر عبدالرحمن أدواته في الكتابة، وله رواية منشورة عن «دار طوى»، عنوانها «قبل أن تخون الذاكرة»، وهي رواية درامية تسجيلية «دكيودراما»، تحكي تجربة شاب مرَّ بتحولات كبيرة ومثيرة، ابتدأت برفض كل ما هو سائد اجتماعياً، وتحولت إلى أقصى درجات التطرف، ثم عادت لتتوازن ثم لتتخبط مرة أخرى، بحثاً الاستقرار.
في هذه الرواية، نرى الحياة الحقيقية للصراع بين الشاب والأسرة. نراها كما هي، دون أي مكياج، ودون أية أقنعة. نرى الضياع والمخدرات والعطش الجنسي الشاذ والجريمة. ثم نرى بعد ذلك، كيف يتم تجنيد هذا الشاب وغسل دماغه، وكيف كاد يبيع حياته للموت المجاني في العراق، لولا لطف الله. ثم كيف يعود ليواجه قدره الصعب في غسل ماضيه الأول وماضيه الثاني. كل هذا في حبكة درامية تكتم الأنفاس، وتثبت بأن عبدالرحمن يملك من التميز ما قد يجعله سينمائياً بارزاً، يشارك بموهبته في حراك التحول.