أ. د.عثمان بن صالح العامر
أحياناً تشعر أن منا - خاصة من هم في سن الشباب - من:
* يغيب عن باله كم هي الجهود التي تبذل، والأموال التي تنفق من أجل أن يعيش هو بنفسه - مثله مثل كل مواطن سعودي ومقيم على ثرى اديم ترب هذه الأرض المباركة - حياته الطبيعية يتنقل من مقر عمله أو أسوار جامعته ومدرسته إلى حيث يسكن بأمن وآمان.
* ينسى هذا الشاب في خضم مد الحياة وجزرها كم هم الرجال الذين يسهرون من أجل ان ينام قرير العين في بيته بين أهله وذويه وربما مع زوجه وصغاره لا يطرق الخوف له بابا.
* ربما لم يمر بذهنه ولم يرد في خاطره يوماً ما كم هي الساعات والأيام بل الشهور والأعوام التي تقضى في التخطيط والدراسة والمفاوضات والسياسة حتى يبقى هو ومن يعول بمنأى عن الصراعات الدموية التي تحدث في بلاد قريبة منا ويراد لها أن تقرع أبوابنا وتفسد علينا حياتنا، هدفها في النهاية الإبادة والتيه والضياع والتشتت الذي لا يخفى، نراه صباح مساء صوراً حياة تدمي القلب وتبعث في النفس بواعث الحيطة والحذر حتى لا يأتي اليوم الذي لا سمح الله نخوض فيه نحن أو أبناءنا وأحفادنا من بعدنا حرب الوجود «نكون أو لا نكون».
# بصدق أحياناً وأنت ترى شريحة من الشباب يمارسون التفحيط أو الدوران أو ازعاج المنترهين أو غير ذلك من السلوكيات التي تخدش منظومة القيم المجتمعية وتؤذي الناس، أقول حين ترى هذا المشهد المؤذي تشعر في قرارت نفسك أن هؤلاء الشباب غاب عنهم ما يدور من أحداث، ونسوا ما يقوم به رجال الأمن من جهد.
* يساورك الشك أحياناً حين ترى اللامبالات من البعض مدى استشعار هذه الفئة لواجبات المواطنة الحقة ومتطلباته الانتماء الفعلي لهذا البلد المبارك المملكة العربية السعودية خاصة ونحن نعيش هذا الظرف الزمني الصعب الذي لا يخفى، فهم بما يقترفون من سلوكيات مزعجه يمثلون عبء إضافياً ويحتاجون جهداً مضاعفاً يبذله رجال الأمن في الميدان، وذلك من أجل منع انتقال خطر هؤلاء المستهترين للغير ووقاية المجتمع من الآثار السلبية لسلوكياتهم الخاطئة.
* عندما تقرأ لبعض المغردين أو الكتاب أو تسمع لأحاديث المبتين المبتورين المصفدين بالانتماءات المذهبية الطائفية أو الحزبية الأيديولوجية أو القبلية الضيقة أو من هم يعشقون التغريد خارج السرب بلا علم ولا دراية بما يقولون ومالآت ما يكتبون، الذين يكثرون «المفروض والواجب» أقول عندما تقرأ وتسمع لهؤلاء وأولئك تعجب أشد العجب أن يقال مثل هذا القول في هذا الوقت الذي يُكاد لنا في وضح النهار، ويخطط أعداء الدين الإسلامي وبلاد الحرمين الشريفين قبلة المسلمين في كل مكان المملكة العربية السعودية للنيل منا وزعزعت الأمن في ربوع بلادنا المباركة.. نعم تعجب أن يكون الجدل والصخب الذي لا مبرر له ولا طائل خاصة في عالمنا الافتراضي في الوقت الذي يقف جنودنا البواسل على الحد الجنوبي مدافعين عن أرض الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية حرسها الله وحماها، ورجال وزارة الداخلية يبذلون أنفسهم رخيصة وهم يتتبعون خلايا الإرهاب الداعشية الخطرة في عمليات استباقية لا مثيل لها في العالم كله، وهي محل فخر واعتزاز لكل سعودي ينتمي لهذا الوطن، وفي ذات الوقت السياسيين والاقتصاديين والمفكرين والمسئولين يعكفون ليل نهار من أجل عز ورفعة الوطن والمواطن ، يتنقلون من بلد لأخر ويفاضون بحنكة ودربة ودراية من أجلك أنت.
* نحن بحاجة إلى حملة وطنية واسعة تستنهض الهمم، تنبه.. تعلم.. تذكر.. حتى لا يبقى مواطن إلا وهو مستشعر لمسئوليته المباشرة وواجبه الحقيقي في ضمان استمرار هذه النعمة العظيمة التي نرفل بها ونعيشها في هذه الوطن المعطاء المملكة العربية السعودية، ولتكن البداية هذه المرة من بيوتنا فرب الأسرة راع ومسئول عن رعيته.
* إننا مقبلون على شهر رمضان المبارك الذي تتركز جهود أجهزة الدولة وتتوافر في مكة المكرمة والمدينة المنورة فلنكن عوناً لقيادتنا، لرجال أمننا ، للعاملين هناك من أجل أن يتفرغوا لإنجاح مواسم العمرة والحج التي يراهن عليها الجميع، ونحن لها بإذن الله.
* إن كلمات الشكر تتقازم أمام الجهود التي تبذل من قبل قيادتنا العازمة الحازمة، ورجال الأمن وجنودنا البواسل ولا نملك لهم ونحن نرى حجم ما يبذلون من أجلنا وفي سبيل سلامة الدين ورفعة وعز الوطن إلا الدعاء لهم بالنصر والتمكين ، وأن يتقبل من رحل منهم من هذه الدار الدنيا مدافعاً عن الدين والأرض والعرض شهيداً في سبيل الله ولا يحرمه إنزاله منازل الشهداء العالية الرفيعة في الجنة، فهو من بذل نفسه رخيصة من أجل الله وفي سبيله، وأن يشفي المرضى منهم الذين يرقدون على الأسرة البيضاء عاجلاً غير آجل شفاء لا يغادر سقما، وأن يحقق النصر المؤزر المبين للأحياء المرابطين في الثغور على الأعداء ويعيدهم إلا أهليهم وذويهم سالمين غانمين وما ذلك على الله بعزيز.. اللهم آمين، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.