أ. د.عثمان بن صالح العامر
في كل مرة يتم الإعلان فيها عن صدور أوامر ملكية يستبشر الإنسان السعودي بسرعة التغيير وجرأته وقدرته على مواكبة المرحلة، ويشعر وهو واثق بخطوات قيادته أنه يقف خلف قائد فذّ فريد لا يكتفي بالتأثير في الأتباع كما هو معروف في دنيا السياسة، بل ينزع للتغيير المصاحب للتأثير، حتى اجتمع في شخص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله ورعاه- الزعامة والقيادة والإدارة في آن، فكان- بما منحه الله من كاريزما شخصية- قادرا بعون من الله وتوفيق على النفوذ إلى قلوب المواطنين والسير بهم خطوات جريئة في الهيكلة التطويرية لدولة ما بعد النفط حسب رؤية 2030 للمملكة العربية السعودية التي أصبحت حديث الكل داخلياً وخارجياً.
* إن من نافلة القول هنا ذكر أننا - ولله الحمد والمنة - ننعم في ظل قيادة حكيمة قادرة على إحداث تغيير ممنهج مدروس، يهدف إلى نقل مؤسسات الدولة من الحالة المترهلة التي تعدّ من أهم أسباب الفساد الحكومي بدلالته العامة ومضامينه المختلفة إلى وضع مؤسساتي متطور يسمح لهذه الدولة المتجددة بمغازلة المستقبل بعيون منفتحة وبصيرة نافذة .
* لقد نظرت القيادة الراشدة إلى التغيير على أنه فرصة سانحة لبناء هيكلة مرشدة متطورة مرنة منسجمة مع معطيات العصر ومتوافقة مع متطلبات المرحلة ولا تتعارض بحال مع نصوص الشريعة المقدسة التي هي دستور هذه البلاد المباركة وعنوان مجدها وسر رفعتها وعزتها، فكانت الخطوة الأولى رأس الهرم الإداري في المملكة العربية السعودية ممثلاً بمجلس الوزراء واللجان المنبثقة منه .. وها هي الخطوة الثانية تدشن- ولله الحمد والمنة- بنجاح ، وجزماً سيتبعها ثالثة ورابعة وخامسة وصولاً لجميع مفاصل القرار الإداري في جميع الوزارات والهيئات والإدارات المختلفة والمنتشرة في جميع مناطق المملكة تشريعية كانت أو تنفيذية أو قضائية أو رقابية.
* إن القارئ في الأوامر الملكية التي صدرت عصر السبت الماضي 30-7-1437هـ يلحظ نفوذ شخصية قائد مسيرتنا التنموية ومهندس ومبرمج خطواتنا النهضوية بعزم وحزم سلمان بن عبد العزيز في :
- وضع السياسات المناسبة لصناعة المستقبل انبثاقاً من رؤية 2030.
- إيجاد منهجية منتظمة للبحث عن فرص التغيير ومَواطنه، ومن ثم إحداثه بكل سلاسة ويسر وسهولة .
- اختيار الأسلوب الأمثل لإحداث التغيير دون أن يكون فيه أثر سلبي في المسار التنموي وإيقاع الحياة اليومية للمواطن والمقيم .
- إيجاد سياسة محكمة لتوازن التغيير وضمان استمراره من أعلى الهرم حتى القاع .
* أصحاب المعالي المعينين الجدد .. لقد وضعت القيادة ثقتها الكاملة في أشخاصكم الكريمة، وصدر الأمر الملكي الكريم من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتعيينكم في مكان قيادي مهم، مراهناً بكم- حفظه الله ورعاه- الجميع ، ومؤملاً فيكم الخير الكثير، فكونوا كما ينتظر الكل منكم قيادة وشعباً، وتذكروا أن الوطن يحتاج منكم بذل جهدكم من أجل غدٍ أفضل ومستقبل مشرق بإذن الله، فلا مكان لإبطاء أو تسويف، ولا محل لانتظار أو تجديف، وإنما عمل جاد منذ لحظة القسم - التي تعني في قواميس الساسة والمنظّرين الولاء المطلق والعطاء الكامل الذي لا انقطاع فيه- وحتى براءة الذمة والترجل عن كرسي السيادة بعد عمر طويل لكم جميعا بإذن الله .
* المواطن السعودي، لن تنجح خطط التطوير وسياسات التغيير ما لم يكم التعاون والتكاتف واستشعار المسئولية الشخصية منكم، فكل منّا على ثغره من منافذ عطاء الوطن المتعددة، ومسارات التنمية المستدامة المختلفة، والواجب علينا جميعاً بلا استثناء القيام بما هو واجب في أعناقنا على أتم وجه وفي أحسن صورة، حتى نكون سواعد بناء وعناصر إخلاص ونزاهة ووفاء لهذا الوطن المبارك المعطاء.
* بقي أن أشير إلى أن كل هذه الجهود وسياسات التطوير والتغيير تتكسر لو- لا سمح الله- أحسسنا بالخوف يوما ما، ولذا فلجنود الوطن ورجال أمننا البواسل كل الشكر والتقدير، فهم من هيّأ لنا أن نعيش على ثرى أديم تراب أرضنا الطاهر بأمن وأمان وطمأنينة واستقرار، لهم منا الدعاء بظهر الغيب بأن ينصرهم الله على الأعداء ويجزيهم عنا خير الجزاء، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.