سعد الدوسري
هناك فئة من المسؤولين لا يفتحون «القزاز»، مهما كان الأمر؛ نوجه لهم الرسائل بحب وبود، بقسوة وبتنديد، والنتيجة: أذن طين وأذن عجين. هذا النوع يمتاز بالبرود من جهة، وبالثقة البالغة بأن لا أحداً سيستمع لما يُطرح في الصحافة. ولقد كنا نتوقع بأن وسائل التواصل الاجتماعي، التي كانت سبباً في تغييرات إدارية مختلفة، ستغيّر من الصورة النمطية لدى هؤلاء، فتجعلهم يلجأون لخطة لعب مختلفة، يحصدون بها ما أمكن من النقاط، وينقذون أنفسهم بفضلها، من السقوط للدرجة «غير الممتازة»، لكنهم فيما يبدو لا يخشون الشرط الجزائي.
الجو اليوم جميل، إنه جو الرؤية الواضحة، ويُفترض أن يفتح الجميع «قزازهم»، وأن يسمعوا أكثر مما يتحدثوا، وأن يستجيبوا بدل أن يطنشوا.
لا معنى لاستمرار بعض الممارسات التي كنا نحذر منها، لما فيها من إهدار للمال العمال، واستهتار بمشاعر المواطنين.
ولعل من هذه الممارسات، تلك الإعلانات التي تهنئ من خلالها بعض الجهات الحكومية قياداتها الجديدة؛ هذه الإعلانات تكلف ميزانية المؤسسة مبالغَ طائلة، وهي أصلاً ممنوعة نظاماً، ومستفزة للجمهور الذي يقرأ كل يوم ادعاءات متواصلة بأنها تعاني عجزاً مالياً.
الحقيقة، هناك عجز في عقول بعض القياديين الذين يضربون بالأنظمة وبأحاسيس المواطنين عرض الحائط، من أجل مصالحهم الشخصية.
وأظن أن العلاج السريع لمثل هذه العقول، هي التشهير بها، ومطالبتها بتسديد تكاليف هذه الإعلانات.