سعد الدوسري
اختتمتُ زاوية يوم أمس، برسالة مبطنة لوزير الصحة، الدكتور توفيق الربيعة، قلتُ فيها:
-أعانك الله يا دكتور توفيق على هذه المستشفيات.
هذه الرسالة أبعثُها، ليس من داخل المؤسسة الإعلامية فقط، بل من داخل المؤسسة الصحية أيضاً، ففي الوقت الذي كنت فيه كاتباً يومياً مهتماً بالشأن العام، كنت منتمياً بحكم العمل الوظيفي للمؤسسة الصحية لما يزيد عن 25 عاماً، مما أتاح لي معايشة عدد من وزراء الصحة، كمسؤول عن التثقيف الصحي من جهة، وككاتب صحفي مشاكس لهم من جهة أخرى. وخلال هذه الفترة، كنت أحرص أشد الحرص على إيصال نصيحة مهمة لكل وزير جديد:
- لا تستمع لأحد. اطلع بنفسك على حقيقة الأمر.
لقد ذكرتُ قبل يومين، بأن أعضاء الفريق العاملين مع الوزير، هم من يستطيعون إرشاده للطريق الصحيح، أو إدخاله في أنفاق التيه، كما حدث في تجارب سابقة، لا يجهلها الناس ولا التاريخ. ولكي يتلافى الوزير مثل هذه الأنفاق المظلمة والمدمرة، فعليه ألا يستمع لأحد من مسؤولي المستشفيات الحكومية، فلقد اعتدنا على تقاريرهم التي تؤكد دوماً بأن العيادات الخارجية وأقسام التنويم حققت نسبة رضا هي الأعلى في العالم. ومثل هذه التقارير، لا يعرف عنها بعض المدراء شيئاً، فهي تنتقل من مكتب مدير العلاقات العامة والإعلام، إلى محرري الصحف ومعدي البرامج، مما خلقَ حالة واضحة من الانفصام اليومي، بين الواقع الصحي وبين المنشور في الإعلام.
- لا تنتظر يا دكتور توفيق أن يأتيك أحد، لكي ينقل لك الايجابيات أو السلبيات، اذهب بنفسك لكي تراها.