سعد الدوسري
«زوّدها» الزميل خلف الحربي، حينما كتب في زاويته «على شارعين» بجريدة عكاظ، أن وزارة الإسكان استغلت مشروعاً خيرياً ونسبته لنفسها، لأنها لا تملك من المنتجات شيئاً، وأن المواطن يجب أن ينتظر عده قرون، بناءً على حسابات الوزارة، لكي يحظى بوحدة سكنية.
أقول «زوّدها» ليس علينا وعلى كل الذين يشعرون بخيبات أمل من الوزارة، ولكن على مفهوم الإسكان بحد ذاته. فإذا كان المواطن (بحسب رؤية خلف الحربي المتبحرة في فهم العقار، كونه يكتب على شارعين، وليس على شارع واحد أو على سماء واحدة، كما هو الحال في شقق العمائر التي «قصّت» ظهور المستأجرين) سيتحول إلى أحفورة على الصخور، ومن ثم إلى زيت خام في باطن الأرض، قبل أن يصله الدور، فإنه في رأيي يستحق أن يأخذ ، أثناء حياته، ثمن النفط المستخرج نقداً، وهو «بكيفه»، يريد أن يشتري بالمبلغ شقة أو أرضاً، أو حتى «يبعزقها». المهم أنه استلم قيمة نفط عظامه، قبل أن ينقرض.
هل غاب هذا الأمر عن خلف؟!
لا أظن ذلك. ربما أغرق في التفكير المتشائم، ولم يفتح نافذة أمل للمستقبل، الذي ترعاه وزارة الإسكان، كما ترعى وكالات التبغ أقسام جراحة الشرايين بمستشفياتنا. ونحتاج منه، أنت يا خلف، ومن جميع الكتاب، وقفة متفانية مع وزارة الإسكان، ليست وقفة حداد، بل وقفة تصديق بأن مشروع الرسوم سيكون في صالح المواطن، وليس في صالح المطور العقاري وصاحب الشبك، وبأن الوحدة السكنية ستكون جاهزة قبل 2016م.