سعد الدوسري
كل الذين كانوا يراهنون على فشل الخدمات الإلكترونية، تراجعوا عن رهاناتهم، بعد أن أثبت المواطنون أنهم بحجم التحدي التقني، خاصة إذا اعتنت الجهة التي تطرح خدماتها إلكترونياً، بالمنتجات المطروحة، وبتطويرها أولاً بأول.
أما إذا كان العكس هو ما يحصل، فإن أحداً لا يستطيع أن يلوم المراجعين إن هم تكدسوا أمام المؤسسات الحكومية، لكي ينهوا معاملاتهم بشكل ورقي:
أرفع لمعاليكم، أرفع لسعادتكم.
وليسيروا في طريق طويل، تحت مظلات:
لإكمال اللازم، لإنهاء الإجراءات.
إنَّ مراكز الاستقبال والاتصال الإلكترونية، التي وجّه ولي العهد بإنشائها بمدينة الرياض ومحافظة جدة، لتقديم الخدمات للمواطنين، دون تكلفتهم عناء السفر لمقابلته أو لمراجعة كبار المسؤولين في وزارته، سيكون لها تأثير كبير في اختصار الوقت والجهد على الطرفين؛ المراجع والوزارة، بشرط أن تكون هذه الخدمات على قدر كبير من الفاعلية، بحيث تغطي كافة الاحتياجات المحتملة، وتستجيب بالآلية الأسرع والأكفأ، وهما الشرطان الأساسيان في أية خدمة إلكترونية.
إن أكثر ما يسيء للصورة العامة في مؤسساتنا الحكومية، هو مشهد قاعات الانتظار في مكاتب المسؤولين، والتي يستغلها البعض لتشويه أجهزتنا الرسمية.
ولكي يتم القضاء على هذه الصورة، جاء قرار إنشاء مراكز الاستقبال والاتصال في المناطق، وهو قرار موفّق، إن تمت إدارته إدارة واعية وصحيحة.