فهد بن جليد
سعر (التيس) في أي بلد سياحي، هو معيار الرخص لدى السعوديين للسفر خلال إجازة الصيف، لا تستغرب عندما يصرخ أحدهم في وجهك حتى لو كان من (الطبقة المخملية) قائلاً: تعرف كم سعر (الذبيحة) هناك؟!.
لا أحد يقول لك الحقيقة كاملة، ولا لماذا يذهب للسياحة في إندونيسيا أو تركيا أو البوسنة، أو المغرب أو أوروبا.. وغيرها، فقط (سعر التيس) و(إيجار السكن) هما المُبرر، الذي لا تستطيع معه إلا أن (تهُزَّ رأسك) وتقول (الله يديم الرخص)، بالمُقابل هل يمكن (لسائح أمريكي) هام في حب الصحراء والبر ومطارد الضبان والجرابيع، أن يصرخ في وجه آخر ليقول له تعرف بكم سعر (لتر البنزين) عند السعوديين؟ في حال لامه أحد وقال وش تبي بالـ(بدونز) في كل شتاء ناقزٍ عندهم؟!.
سعر (لتر البنزين) الرخيص في الخليج ، لم يُغري السائح الأمريكي يوما ليترك (لاس فيغاس) ويتبطح على رمال (الثمامة)؟ على غرار (سعر التيس) للسائح السعودي في أي بلد آخر؟!.
لنتوقف عن هذه الشمّاعة، ونتحدث مع بعضنا البعض بصراحة أكثر، حول تنوع رغبتنا وحاجاتنا وخياراتنا للسفر لأغراض سياحية أخرى ليس من بينها بكل تأكيد (سعر التيس) في البلد المقصود، آخر موضة سياحية هي وجهات السفر (للضعفاء والمعوزين) ومُستحقي (الدعم السياحي)؟!.
هناك من يبرر سفره في الصيف - عن طريق (القروض البنكية) - إلى الهروب من الفواتير المُرتفعه، فهو يُصرّ على أن التذاكر والإقامة والتكاليف السياحية، أرخص من مصاريف فواتير (الكهرباء والماء) صيفاً، وملابس العيد، ومقاضي رمضان، وحضور الزواجات والمناسبات والمجاملات، وفواتير الجوالات ...إلخ !.
سائح (الطبقة الكوحيتي) يدفع وهو مُبتسم لأن سعر (التيس أرخص)، بينما سائح (الطبقة المخملية) يدفع كل قرش وهو مكشّر على طريقة المثل القائل (سياحة وغلدمة)، لأنه لا يعلم بكم (سعر التيس) في بلده أصلاً؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.