فهد بن جليد
سألت وزير الإسكان (ببراءة) هل تتوقع أن تكون في يوم ما (أسعد وزير) حسب التصنيف العالمي الذي فاز به (وزير البترول) سابقاً، خصوصاً وأنك تتعرض للطلب والضغط من المواطنين ورجال الإعلام ؟!.
فأجابني بذكاء - وببراءة أكبر - «حنا مقصرين، ونعرف أن المواطنين لهم حق كبير، ولا يمكن أن يروا البرامج التي نقوم بها بشكل سريع، ونحن متفائلون أن إخواننا المواطنين سيلمسون نتائجها، سنكون أسعد عندما نجد كل إنسان دخل في مسار التملك، سنكون أسعد عندما نجد في الفترة القريبة أن كثير من الانزعاج الذي يشعر به المواطن ضد وزارة الإسكان تحول إلى ارتياح، ويجد أن وزارة الإسكان هي الشريك الحقيقي له إن شاء الله»، اعتراف الوزير بأن هناك انزعاج من المواطنين ضد خطوات (وزارته) برأيي هو أولى الخطوات الصحيحة ؟!.
على مدى يومين كاملين تابعت جلسات ومحاضرات تهدف لشرح استراتيجية تحول الوزارة للتوافق مع رؤية 2030 م، يمكنني القول في النهاية بأن وزير الإسكان لم يبحث عن رضاء شريحة (الصوت المُرتفع) في المجتمع ممن يملكون قنوات إعلامية أو أقلام صحافية، أو منابر مؤثرة، بل كان يبحث عن حلول عملية - سواء اتفقنا أو اختلفنا معها - تهتم بالأغلبية الصامتة (بطيئة نوعاً ما) لكنها تضمن للمُستحق الحصول عى (المنتج السكني) في نهاية النفق أو الطريق!.
صباح اليوم التالي ناقشتُ مضمون لقاء معاليه ، وبرامج ومُبادرات (تملك السكن) الجديدة، مع اثنين من مستشاريه، ومن المشرفين على المُبادرات الجديدة، حديثهما المُباشر معي لم يُسعد المُشاهدين كثيراً، فالناس كما قال الوزير (يشعرون بانزعاج) ضد الوزارة، (بخبث هذه المرة) فاجأت أحد المُستشارين بسؤال: هل تملك منزلاً؟ تردد قليلاً، وأجاب مُبتسماً (نعم) قبل أن ألتحق بالعمل في الوزارة!.
قلت (للمُستشار الآخر) لن أسألك نفس السؤال، ولكنني بعد انتهاء اللقاء اكتشفت أنه (مُستأجر) حاله حالنا، جيتك ياعبد المعين تعين.. تخيلوا لو طرحت على (معاليه) نفس السؤال؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.