فهد بن جليد
حسان بن ثابت رضي الله عنه (أنشد الشعر) دفاعاً عن رسول الله في المسجد، و بحضوره صلى الله عليه وسلم، وقيل إن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) زجره فيما بعد فقال له (لقد كنت أنشد به، وفيه من هو خير منك)، مما دل على دور المسجد كمنارة إعلامية .
نحن نلتقي في المسجد 5 مرات يومياً، فالمساجد والجوامع من أكثر المرافق انتشاراً في بلادنا وبانتظام داخل الأحياء - ولله الحمد - تجد بين كل جامع وجامع هناك (مسجد)، ولا أدل على ذلك من تداخل أصوات المؤذنين والأئمة، ولا أعرف لماذا تغيب منابر المساجد وساحاته، عن خططنا الإعلامية وحملاتنا التوعوية في هذا الزمن؟ ونحن أحوج ما نكون للوصول لكافة شرائح المجتمع؟!.
لم نسمع يوماً أن الدفاع المدني أو هيئة الهلال الأحمر أو شركة المياه أو شركة الكهرباء .. إلخ، استفادت من المساجد، و تجمع الناس للصلاة فيها، ضمن خططها التوعوية، ولو عبر مندوبيها وعارضيها عند أبواب المساجد، نحن مسلمون ولنا خصوصية الالتقاء في المساجد، وهي ميّزة لا تتوفر عند غيرنا، حيث يمكن الاستفادة من الصلوات الخمس إضافة إلى منبر الجمعة الأسبوعي، كما أن (مساجدنا وجوامعنا) مُهيئة بالمساحات والإمكانات اللازمة لتنظيم مثل هذه البرامج، والاستفادة من المساجد وعدم قصّرها فقط على أدآء الصلوات؟!.
المسجد كان يقوم بأكبر وأضخم الأدوار (الإعلانية والإعلامية) في المجتمع الإسلامي، ففيه تتشاور الوفود ويقصده الحكماء والغرباء، فهو تارة منارة للعلم، وتارة ملجأ، أو مستشفى، لا اعتقد أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تمانع من الاستفاده من المساجد ومرافقها في الحملات الوطنية أو التوعوية أو المجتمعية.
علينا مراجعة دور المساجد، وإعادة فهم كيف يمكن الاستفادة من مواقعها داخل الأحياء وعلى الشوارع الرئيسة، ومساحاتها وإمكاناتها الكبيرة، خارج أوقات الصلاة ، وبما لا يتعارض مع دورها (كدور للعبادة)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.