فهد بن جليد
وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية تترقب باهتمام كبير رؤية (حافلات لندن) خلال شهر رمضان القادم، بعدما قررت إدارة حافلات لندن وضع عبارة (سبحان الله) على حافلاتها الحمراء الشهيرة، تعاطفاً مع المسلمين خلال الشهر المبارك، وتشجيعاً لدعم ضحايا (الحرب السورية) والتي تُنظم في أربع مدن بريطانية غير لندن هي (برمنغهام، مانشستر، وليستر، وبرادفورد) من قبل إحدى الجمعيات الخيرية الإسلامية!.
الاهتمام العالمي يأتي أولاً لكونها من المرات القلائل التي تتخلى فيها حافلات لندن عن (إعلاناتها التجارية) المُربحة، لتقدم أنموذجاً إنسانياً جديداً, بتعاطفها مع المسلمين وظروفهم في شهر رمضان، وثانياً تأثير ذلك على مرور أول رمضان على المسلم (صديق خان) عمدة لندن الجديد، وإن كانت الحملة مُقرّرة حتى قبل فوز (خان)، المُفارقة العجيبة بالمُقابل هي كيف تستعد العواصم العربية والإسلامية لاستقبال شهر رمضان المُقبل؟!.
لسنا في حاجة للمثالية أو أن نكذب على بعضنا، فقد امتلأت شوارع مُعظم عواصمنا العربية والإسلامية بلوحات إعلانات (المأكولات والمشروبات) بينما تعجّ قنواتنا الفضائية بإعلانات (مسلسلات الحب والعشق) في شهر الصوم، نحن لا نزايد على اهتمام المسلمين والعرب بقضاياهم، وشعورهم بالمأساة، ولكن حالة التبلّد التي نعيشها تستلزم أن نُعيد النظر في طريقة تفكيرنا في مثل هذه المناسبات الدينية ؟!.
الأصدقاء (الإنجليز) فهموا أن شهر رمضان المبارك يعني بالنسبة لنا نحن المسلمين البذل والعطاء والمُساندة، لذا فكروا في طريقة لإيجاد منافذ مُقننة، تضمن تدفق هذه الأموال إلى مصارفها الحقيقة، خصوصاً مع ما يحف الدعم الخيري من المخاطر والشكوك، لذا وصلت الحملة الدعائية (للتبرع) إلى (حافلات لندن)!.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل يعقل أن البريطانيين سيخدمون (العمل الخيري) في رمضان أكثر من المسلمين أنفسهم ؟ سبحان الله من يدري؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.