فهد بن جليد
برأيي، إن الوقت مناسب جدًّا لتطلق وزارة العمل والتنمية الاجتماعية (المندمجة حديثًا) مبادرة صرف إعانة مقطوعة، أو راتب شهري، للمواطنة (ربة المنزل) التي تفرغت لتربية أبنائها تربية صحيحة، وتنشئتهم ليصبحوا مواطنين صالحين، يخدمون وطنهم وأمتهم كما نأمل، في وقت نعاني فيه من (ويلات) عدم الاهتمام بالتربية الصحيحة، ومتابعة الأبناء، التي كانت من أسباب انحراف الشباب في كل الاتجاهات!
بيننا (نساء عصاميات)، ضحين بمستقبلهن (الوظيفي والمهني) من أجل تربية الأولاد، ومنهن من توقفت عن مواصلة تعليمها أو البحث عن عمل لبناء جيل يبني ويعمر هذه البلاد، ومع ذلك يطويهن النسيان، فلم يحصلن مثل بقية شرائح المجتمع على الدعم السخي الذي تقدمه الحكومة، أو يشملهن راتب إضافي أو منحة أرض أو مساعدة سنوية مقطوعة. نحن لا نمانع من خروج المرأة وعملها، ولا نعتقد أن ذلك ضد التربية الصحيحة، ولكن أليس من واجبنا تكريم (الأم) التي اختارت المهنة الأسمى؟!
ربة المنزل السعودية التي تفرغت لتربية أولادها - برأيي - تقوم بعمل (أهم وأكبر) من السعودية الموظفة التي تم تفريغها براتب؛ لتواصل دراستها، أو تُبتعث للخارج؟ مع اعتزازي بالمرأة السعودية العاملة والمتعلمة، وإيماني بأهمية دعمها ومساندتها، ولكن من لهؤلاء (النسوة العظيمات) اللاتي يستجدين أو ينتظرن ما تجود به نفوس أزواجهن أو أبنائهن آخر كل شهر؟ وهن من ربَّين، وعلَّمن، وسهرن، وبذلن.. أهكذا تكافَأ (أمهات وطني)؟!
في حال درست وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وضع ربات البيوت السعوديات (بشكل منصف) أنا متأكد أنها ستخرج بتوصية ورأي مؤيد؛ لترفعه لقيادتنا الحكيمة التي لن تتأخر عن تأييد كل ما من شأنه رفاهية المواطن والمواطنة، وخصوصًا (ربات البيوت).
نحن هنا لن نبتدع شيئًا جديدًا، ولا نغرد (بأحلام الكسالى)؛ لنشجع على البطالة؛ فدول عديدة تقدم مثل هذه المعونة (لربات البيوت)، ولعل الوقت الراهن هو الأنسب للقيام بمثل هذه الخطوة في بلادنا!
وعلى دروب الخير نلتقي.