فهد بن جليد
أخبرتكم سابقاً بأنني فقدت أحد أهم الأصدقاء (ليلة عيد الفطر) الماضي، لأنه حاول أن يُجاملني فأرسل تهنئة العيد، مقرونة بقائمة أرقام (خطابات)!.
أجبرت على مسح رقم ( الفقيد ) أقصد ( الصديق ) بعد محاولتي استعراض عضلاتي برسائل (الحب والتهنئة) التي وصلتني أمام (المعزبة) نفع الله بجهودها، وحكمتها، وحنكتها، ونسيت الرسالة الملغومة!.
الأسبوع الماضي كشفت شرطة الشارقة أنها أوقعت ( مُقيم عربي ) تنكر في مهنة (خطابة) عبر الواتس ومواقع التواصل، تحت اسم (الخطابة أم ريم)، ما شدّ انتباهي أن أكثر ضحاياه (خليجيين) دفعوا له مُقدم الأتعاب - قبل أن يختفي - بعد أن اختار كل منهم عروسه من (ألبوم الصور)، و الله يستر لا تنشر الشرطة قائمة (بأسماء وأرقام الضحايا) ليستردوا حقوقهم، مانبي شيء ياجماعة الخير فكّونا..!.
يبدو أن (فترة الصيف) تمثل موسم (التزاوج البشري) في منطقتنا الخليجية مع قرب السفريات التي يكثر معها (المسيار والمسفار)، وزيادة الترويج (لأرقام الخطابات) التي تصلك تارة (بالإيميل)، وتارة (برسالة هاتفية)، والفضيحة عندما (يُمنّشنك) أحدهم أمام الله وخلقه على (تويتر) بأرقام خطابات، ويذيِّلها بعبارة (نضمن لك السرية)، أي سرية؟ واللي ما يشتري يتفرج، حكيم ياشيخ!.
هذه الأيام تكثر التحذيرات من (عصابات) تستغل السعوديين والخليجيين في بعض البلدان العربية والأجنبية السياحية، بينما لا أحد يحذر من (الخطابات الوهميات) في الداخل وعبر شبكات التواصل، مع كثرة عمليات النصب والاحتيال، والتي تبقى طيّ الكتمان غالباً، لأن (عريس الغفلة ) لا يمانع في خسارة 5 آلاف أو 10 آلاف مُقابل الستر والسلامة، على طريقة (الفكّة غنيمة)!.
بيع (الوهم) مُربح، نتيجة جُبن (بعض الرجال)، وحاجة (بعض النساء)، فمهنة الخطابة في مجتمعنا سهلة، ومكاسبها عاليه، ولا توجد لها أي مرجعية، لأنها تُمارس في (الخفاء وبسرية)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.