فهد بن جليد
صديقي (غير مُقتنع) بأن جميع (الشباب السعودي) المُنخرطين في منصات (التاكسي الشخصي) يبحثون فعلاً عن (الكسب الحلال) والاستفادة من أوقات فراغهم، على طريقة (الذيب ما يهرول عبث) !.
نحن لسنا من الفضاء، ولا نعيش في كوكب آخر، لماذا جلّد الذات مُستمر تجاه (شبابنا) بالتشّكيك في نواياهم، جميع دول العالم تُطبق منصات (الأنظمة الذكية) لطلب سيارة (أجرة خاصة)، الكثير من العائلات، والنساء العاملات يرون في (الخدمة الجديدة) بديلاً (عملياً وآمناً) أكثر من الركوب مع سائق (تاكسي) يتم إيقافه من الشارع، حتى لو كان خاضعاً لنظام (شركات الأجرة).
أمس الأول انضم أكثر من 400 شاب سعودي جديد لمُقدمي الخدمة (بسياراتهم الشخصية) أثناء أوقات فراغهم عبر تطبيقات الهواتف الذكية، بحثاً عن دخل إضافي، قابلت من بين هؤلاء المُهندس، والطبيب، ومُدير الشركة، والموظف الحكومي والخاص، جميعهم اتفقوا على خوض التجربة رغم أن المجتمع لم يستوعب حتى الآن - بشكل كامل - أن أبناء (الدخل المُتوسط) وبعض من يملكون (سيارات فاخرة) من أبناء (الدخل المُرتفع) لا يُمانعون في نقل الركاب (مُقابل المال) بسيارتهم الخاصة !.
التجربة جديدة، وفيها فرصة للعمل (بحرية)، والكسب الحلال، هذه بلدنا، وهؤلاء شبابنا، لمّا نتوجّس منهم خيفة ؟ هم أولى من الأجنبي، وعلى نظام وزارة النقل الذي مازال عاجزاً عن استيعاب (الفكرة)، أن ينظر للمسألة بطريقة مُختلفة لتقنينها وضبطها، بدلاً من (التحذير والمنع) الذي هو أسهل الطرق دائماً.
أعطوهم فرصة (ليرسمُّوا) مُستقبلهم بأنفسهم بكل ثقة، لنُعاقب المُتجاوزين، ونلحق بركب العالم الحديث، لا يجوز أن تبقى (الكعكة) لشركات الأجرة وحدها، بينما يمكن لشبابنا أن يتحوّلوا لسائقي (تاكسي) وقت فراغهم، وهم يملكون سيارات (حديثة) مؤمنة، ورخص قيادة، ويخضعون لدورات تغيّر من حياتهم نحو الأفضل؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.