فهد بن جليد
السعودية تتجدد، هذا هو العنوان الأبرز الذي اتفقت عليه مُجمل الصحف الخليجية والعربية والعالمية، و تقاسمته في تعليقاتها ونقلها للتحول الشامل الذي أحدثته (الأوامر الملكية) الأخيرة على الوزارات والمصالح الحكومية ، وترتيب اختصاصاتها، ودمج بعضها، وإلغاء وإنشاء أخرى، انسجاماً مع خطوات التنمية لتتحقق رؤية (السعودية 2030).
برأيي أن قرار إنشاء وزارة للطاقة بدلاً من (وزارة البترول) استحوذ على اهتمام الكثير من المُعلقين في الصحف العالمية (لسببين)، الأول أن وضع جميع أنشطة الطاقة من إنتاج واستهلاك تحت (مظلة واحدة) له تأثير إيجابي لتنويع المصادر الانتاجية، وتجوّيد وتحسين الخدمات وضبط الاستهلاك، والثاني أن إلغاء مُسمى (البترول) من الوزارات الحكومية السعودية وهي أكبر مُنتجي النفط في العالم، واستبداله بمسمى (وزارة الطاقة) يعد أول (خطوة عملية) تؤكد جدية المملكة للمُضي قُدماً نحو (الحلم والتحدي) لتحقيق رؤية 2030، بعد أقل من أسبوعين على الكشف عن ملامحها، وهذا يعطي قوة أكبر وأكثر للاقتصاد السعودي، وتأثير أشمل لتحكُّمه في مصادر الطاقة العالمية.
القرار الثاني (الأكثر تداولاً) حتى على شبكات التواصل الاجتماعي هو إنشاء (هيئة عامة للترفيه)، الكل بدأ في تفسيرعمل الهيئة (الوليدة) وفقاً لوجهة نظره واهتمامه واحتياجه الخاص، وتفسيره لمعنى (الترفيه) وكأنه مُجرّد (ترف) بينما الحقيقة أنه حاجة، وسمة حضارية للأمم، ورؤية تحقق مصالح كبيرة ومتنوعة اقتصادية واجتماعية ونفسية وتربوية، فلك أن تتخيل هذه الهيئة وهي تقوم بتنمية (قطاع الترفيه)، وتنظيمه وتفعيّله، ليصبح استثماراً ناجحاً، جالباً لرؤوس الأموال، موفراً (لفرص وظيفية)، ومحققاً للترفيه (بمفهومه العالمي) وبما يتوافق مع ديننا، وثقافتنا الإسلامية والعربية.
التغيرات الجديدة - لا تقف - عند المسميات والاختصاصات فحسب، بل هي خطوة هامة وحازمة في إعادة صناعة وصياغة المُستقبل السعودي، بما يتوافق مع رؤيتنا الشاملة التي نريدها نحن، وليست تبعاً (لظروف ومتغيرات) تجتمع خيوطها في يد غيرنا.
وعلى دروب الخير نلتقي.