فهد بن جليد
هذا هو العنوان المُشترك بين حملة الرئيس أوباما الذي وصل إلى البيت الأبيض رغم الصعوبات، وبين حملة عمدة لندن الجديد المُسلم (صديق خان)، الفرق الوحيد أن اسم (خان) كان واضحاً في حملته (يس وي خان)، وهذا تحدٍ جديد يدل على قدرة الإنسان على الوصول والتغيير، دون النظر إلى لونه أو عرقه؟!
منافسو (صديق خان) من المحافظين لم يستطيعوا أن يعيبوا عليه أصوله الباكستانية في مجتمع يقبل بالتعددية والتنوّع، وفشلوا في التلميح لكونه (ابن سائق حافلة فقير)، ولم يجدوا أمامهم سوى التُهمة الجاهزة والمُعلبة التي يمكن قذف (أي مسلم) بها على هذه الأرض؟ الإرهاب، فقد اتهموه بالتعاطف مع المُتطرّفين، ولكن الوقت لم يُسعفهم حتى يشوِّهوا سمعته أكثر، ويقتلوا حلم وصول أول (عمدة مسلم) لأكبر عاصمة غربية!
حاولوا بث الخوف في نفوس الناخبين البريطانيين من تقلّد (شخص مسلم) لمثل هذا المنصب الرفيع في عاصمة الضباب، ولكن تعامل (خان) الذكي مع وسائل الإعلام وشبكات التواصل والاستفادة من اتهام الآخرين له دون دليل أو وجه حق، بدد تلك المخاوف لدى الناس وقلب الطاولة حتى قبل يومين من موعد (الاقتراع) عندما قال أنا (فخور بأنني مسلم)، ولكنني مثل كل البريطانيين (لندني)، أحب وطني و(لدي عائلة)، ومناصر لفريق (ليفربول) لكرة القدم مُنذ وقت مُبكر، أنا كل هذا..، لذا قرَّر (اللندنيون) يوم الخميس الماضي تسليم العاصمة له، بعد أن استبدلوا الخوف بالأمل، بحثاً عن غد أفضل على يد عمدة مسلم جديد..؟!
تجربة (خان) تستحق أن ننظر إليها باهتمام؟ فهل سيتعامل مع قضايا المسلمين في لندن بشكل (عادل ومُنصف) بحكم أنه مُسلم، أم أنه سيتخذ مواقف مثل التي اتخذها (أبو حسين) بعد أن دخل البيت الأبيض، حتى يخرج في نظر البريطانيين بأنه (العُمدة الكويّس) ؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.