ثامر بن فهد السعيد
أعلنت الأسبوع الماضي الهيكلة الجديدة للوزارات والأجهزة الحكومية بشكلها الجديد بما يتماشى و رؤية السعودية 2030 حيث أعيد تنظيم بعض الجهات الحكومية ودمجها وإنشاء جهات وهيئات جديدة بما يتوافق مع الخطوط العريضة للخطة المستقبلية. رغم كل هذه التحديثات والتغييرات كان إنشاء هيئة خاصة تستهدف الترفيه قد خطف الأضواء من بقيت التغييرات الحكومية كونه جهازا مستحدثا وغير دارج وجوده في الدول عالميا إلا مثلا وزارة السعادة، كما سميت في إمارة دبي وبعض الدول الأخرى القليلة في العالم,
كذلك فإن إنشاء هيئة الترفيه خلق استفسارات ما إذا كانت هذه الهيئة تتضارب بالمصالح مع هيئة السياحة السعودية أم أنهما منفصلان الأهداف أو يكملان بعضهما في تأديت المهام والأعمال.
اهتمت الرؤية2030 بتغطية أكثر الجوانب المهمة في الدولة سياسيا واقتصاديا، وكذلك اتجهت الرؤية إلى تغطية الجوانب الصحية والتعليمية ولم تغفل البيئة المجتمعية في المملكة العربية السعودية وبما أن إعادة هيكلة الجهات الحكومية وإنشاء أجهزة جديدة جاء وفقا للرؤية 2030 فإنها أولت اهتماما مباشرا بالفرد والأسرة سواء مواطن أو مقيم وبما في ذلك توفير بيئة معيشية مرضية ومحفزة، وكذلك جاذبة ومن أهم عوامل الجذب هذه هي الترفيه، وأعتقد أن هذا هو الفرق الجوهري في المهام بين هيئة السياحة وهيئة الترفيه فالأولى ستكون معنية بتحفيز وتشجيع السياح والزائرين إلى أراضي المملكة وبين مناطقها بتحفيز البرامج, المهرجانات والعروض وغيرها من المنشطات السياحية والتراثية والآثار. أما هيئة الترفية فستكون أولوياتها دائما المجتمع المقيم داخل المملكة وداخل مدنها ومناطقها برفع جودة الحياة فيها حيث إن الترفية يعد أحد أهم مؤشراتها.
يتطلب الوصول إلى مستوى الترفية المطلوب لرفع مؤشرات جودة الحياة في المملكة فهما عميقا لمكونات هذه البلاد الممتدة على مساحه تتجاوز مليوني كم مربع بمناطقها في كل الاتجاهات ومكوناتها المجتمعية فما يطلبه سكان الجنوب للترفيه يختلف عن ما ينتظره سكان الشمال وتختلف جميعها عن المناطق الرئيسية في البلاد والتي تحظى بمزيج أكبر من السكان المواطنين والمقيميين كل هذه الاختلافات والمساحات ستجعل الهيئة أمام دور بحثي كبير ودراسات ميدانية أكبر للوصول للصورة النهائية للترفية المجتمعي المطلوب والذي سيضيف للحياة حيوية أكبر, متعة أكثر، وبكل تأكيد له دور أساسي في تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية في قطاعات مختلفة يمتد إلى إطلاق الطاقات واكتشاف المهارات في المجتمعات داخل الوطن.
وحتى تستطيع هيئة الترفيه الوصول إلى المخرجات النهائية المطلوبة والتي ترضي المجتمع فالحرص على المدخلات أولا بما أنها في طول التأسيس أكثر أهمية الآن فالترفيه لا يعتمد على صالات الألعاب, الحدائق , المسرح والسينما بل هي منظومة متكاملة تتماشى مع رغبات المجتمع واحتياجاته في الترفيه.