ثامر بن فهد السعيد
منذ أن رزقت (نوره وفهد) وحجم المسؤولية تغير معهما وبدأت التفكير والتخطيط لمستقبلهم, لأجدني وأنا في مؤتمر الرؤية 2030 قد انصب فكري بين وطننا وأهدافه وبينهما فهذه الخطة تستهدف أبناءنا وأجيالنا القادمة وبناء الوطن.
الاثنين الماضي كان يوماً تاريخياً في للمملكة دشن فيه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رؤية المملكة العربية السعودية بمباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن نايف عبر مؤتمر إعلامي ولقاء تلفزيوني تحدث فيه عن هذه الرؤية التي اتسمت بالشمولية في منظورها وخطوطها العريضة، حيث شملت الرؤية المنظور الاجتماعي, السياسي والاقتصادي للمملكة بعد أن أخذت في عين الاعتبار عناصر ومقومات القوة للسعودية من حيث العمق الإسلامي الممتد تاريخياً والمكتسب أيضاً من الحرمين الشريفين والتركيبة السكانية الشابة للمملكة والموقع الجغرافي المميز بين القارات الثلاث وأخيراً العناصر الاستثمارية للمملكة وخصوصاً مواردها الطبيعية التي لم تستغل للآن، وكما كان النفط لعقود طويلة المورد الطبيعي الأهم فإن الرؤية اليوم تضع في عين الاعتبار الموارد الطبيعية الأخرى التي تحتفظ بها هذه الأرض المباركة فعلى سبيل المثال لا الحصر صناعة التعدين التي بقيت غير نشطة لفترة طويلة من الزمن.
ستتطلب الرؤية حجم كبير من التغير وهو ما قد ابتدأ منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم وذلك بتحويل هيكل الحكومة إلى نموذج مرن يساهم في سرع صناعة القرار ومتابعة الأداء والتنفيذ.. الحقيقة أن هذه الخطة الطموحة والتي ترسم ملامح المملكة العربية السعودية لمرحلة ما بعد النفط ونقل اقتصاد البلاد إلى اقتصاد متنوع بدل من اقتصاد معتمد على النفط بما يتجاوز 85 % من حجمه يتطلب مجهوداً كبيراً ومنفذين مؤمنين وطموحين لإحداث مثل هذا التغير, تتسم الطبيعة البشرية بمقاومة التغيير ومحاربته وبطبعية الحال فإن الإنسان يرفض دائماً ما يجهل.
المجتمع السعودي بدأ يسمع ويتعرف على هذه الخطة الآن ولذلك من الطبيعي أن يحدث شك في القدرة على التطبيق أو رفض تطبيق مثل هذه الخطط ولذلك بجانب كل أدوات التنفيذ يجب أن نفعل أدوات للتغير المجتمعي وتهيئة المجتمع للتحول والتحفيز لتقليص مدى المقاومة لفكرة التغيير والرؤية ولزيادة الثقة في قدرتنا كسعوديين إحداث هذه النقله النوعية التي ستقود وتؤثر في منطقتنا كاملة.
لقياس الأداء ومتابعة ومعرفة سير المملكة على هذه الخطة أشار الأمير محمد بن سلمان في مؤتمر رؤية المملكة 2030 إلى أن مؤشرات قياس الأداء الحكومية ومتابعة تنفيذ هذه الرؤية ستكون متاحة للجميع عبر موقع إلكتروني ومقارنات مع دول عده في المنطقة والعالم لنكون جميعنا على علم بحجم العمل ودقة الأداء وتحقيق الأهداف وأيضاً سنكون قادرين على تقييم الأداء وتقويم الأخطاء والتشديد على أي قطاع أبتعد أو تأخر عن تنفيذ أهدافة وفي هذا قدر عالي من الشفافية وهي أهم سبل تقويم وقياس الأداء بجانب المؤشرات الكمية والرقمية. كرر الأمير محمد بن سلمان في المؤتمر واللقاء قوله: إننا نريد أن نصل إلى السعودية التي نريد لأبنائنا وأحفادنا -بمشيئة الله- من خلال هذه الرؤية. من الطبيعي أن تكثر الأسئلة حول الخطة وقدرة تطبيقها لكن إن تكاسل أحدنا عن رؤية التغير وأنكره فإن تجاوزك الركب سيكلفك ذلك مجهوداً كبيراً للحاق به وهذا كفيل بإضاعة الفرص عليك. في السنوات الماضية ازداد حجم التوتر في المنطقة بسبب ما أطلق عليه الربيع العربي بحثاً عن التغيير, ونحن اليوم في المملكة برؤية حكومية وأيدي شابه نبحث جميعنا عن صناعة التغير الذي يخدم وطننا وأجياله القادمة شراكة حكومية شعبية ستصنع بإذن الله الوطن الذي نريده لنا ولأبنائنا والأجيال من بعدهم.