سعد بن عبدالقادر القويعي
سياسة الحزم السعودية هي تقطيع الأذرع الإرهابية في العالم الافتراضي لأي دولة معادية، - ولذا - جاء تحذير - الأستاذ - سعود القحطاني - المستشار في الديوان الملكي والمشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية بالديوان الملكي -: « من مواقع تابعة لاستخبارات معادية تزعم انتماءها للمملكة، وتطلب من مواطنيها تسليم بياناتهم»، وذلك بعد أن تميزت تلك المواقع المشبوهة العصية عن المراقبة بالتفنن في صناعة المعلومات المغلوطة، ونشر الأكاذيب عن السعودية، والتضليل الإعلامي في مواقع التواصل الاجتماعي، ونقل كبائر ما يقترفونه إلى العالم الافتراضي؛ من أجل توسيع دائرة انتشارها، والتغلب على عوائق الزمان، والمكان.
إن عدم الرضوخ لتأثير المواقع الإرهابية، رغم حجم التغطية الإعلامية التي تحظى بها الماكينة الدعائية للجهات المشبوهة حق مشروع، إلا أن يقينا لدي يحوم حول القدرة الدعائية الفعلية لرسائلهم، والمشاهد المربكة التي ترتكبها استخبارات تلك الدول المعادية، عندما يثيرون تزييف الحقائق في دقائق على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال إيهام الغير بتبني قضايا ذات بعد إنساني، وتوفير المعلومات المغلوطة؛ للتأثير على المعتقدات، والثوابت، وذلك من خلال التحريض على بث الكراهية، وحرب الخصومات.
على الإعلام دور كبير في التوعية، والتنوير، وهو ما طالب به - المستشار - سعود عموم المواطنين، من اعتماد وكالة الأنباء السعودية «واس» مصدرا وحيدا للأخبار الخاصة بأوامر خادم الحرمين الشريفين - الملك - سلمان بن عبد العزيز؛ ليصبح تحديد المرجعية نوعا من العمل على حماية الفكر الإنساني، من خلال الإمكانات البشرية، والمادية المتاحة، وأن تنطلق الأهداف من الحفاظ على المكتسبات الوطنية، وإيجاد بيئة فكرية آمنة، مع أهمية مراعاة الطرح للبعد الرسمي الحكومي، والشعبي عبر منظمات المجتمع المدني، كما يجب أن تراعى الأبعاد السياسية، والنظامية، والدينية، والاقتصادية للظاهرة.
الحاصل التحليلي السابق لهذه القضية الخطيرة، يؤكد على ضرورة التصدي لزخم الماكينة الإلكترونية، ووقف الحسابات المؤيدة لتلك العصابات؛ لجعل البيئة آمنة، مع الحفاظ على قدرة الناس على استخدام الشبكة الإلكترونية لوصف العالم من حولهم بكل إيجابية، وفاعلية، سيحطم - بلا شك - الترسانة الإلكترونية لتلك البؤر المشبوهة، التي تجتهد في بث، وترويج الفتن، واستقطاب الشباب؛ لخلخلة المجتمعات.