سعد بن عبدالقادر القويعي
لم يكن كشفت وزارة الداخلية السعودية - قبل أيام -، بعد متابعتها الدقيقة، ورصدها لوسائل التواصل الاجتماعي، وما يدور فيها - بالآونة الأخيرة -، عن استهداف المملكة من جهات خارجية باتباع تسعة سبل، أبرزها: التأليب على ولاة الأمر، وتزوير حسابات بأسماء سعودية، - كذلك - فبركة المعلومات المسيئة للدولة، وإشاعة أخبار أمنية كاذبة، وبثّ روح العداوة، والبغضاء في المجتمع، كما يسعى المستهدفون؛ لترويج أفكار تكفيرية، وإلحادية، وتسطيح المتلقّي بمعلومات كاذبة، - أيضاً - السخرية من المملكة عند الأعداء ، - والأخيرة - هي المدح، والذمّ للمصالح الشخصيّة، سوى رسالة واضحة المعالم لشبابنا، بألا يتحولوا إلى أداة في يد أعداء الوطن ، وألا يقبلوا عن اقتناع، أو بفعل غسل أدمغتهم بأفكار، ومزاعم باطلة تتنافى، وتعاليم الإسلام السمحة؛ حتى لا يكونوا خنجراً في يد قوى تنفذ أجندات خارجية؛ للنيل من استقرار، وأمن المملكة.
التوصيف الدقيق كان كافيا للإحاطة بقضايا إجرامية عدة، إذ لا غرابة أن يكون استهداف المملكة من جهات خارجية؛ بسبب أنهم لا يولون أدنى اهتمام، أو تقدير لقيم الوطنية، وسيادة الدول على أراضيها. وهو دليل على أن خبثهم في إشعال نيران الفتنة بين أبناء الوطن الواحد؛ من أجل زعزعة الأمن، والاستقرار غاية أمانيهم، ومخططاتهم القذرة، وذلك ضمن توزيع أدوارهم الواضحة، والمبرمجة، والتي تعكس التوجهات الهدامة لهذه الجهات المشبوهة، وحقدها الدفين.
ليس سرا أن الذين اتخذوا من تلك الحسابات المشبوهة في مواقع التواصل الاجتماعي منابر لهم؛ لبث سمومهم في فكر، وعقول الشباب كجزء من مخطط تقف وراءه جهات خارجية، إنما تحاول النيل من عقيدة المملكة، وشبابها، - واليوم - لم يعد مجال للتستر على الحقائق؛ فالمرحلة المقبلة تتسم بالوضوح، والإقدام، والجرأة في كشف تلك الألاعيب، وعدم الاقتصار على تسمية الأشياء بأسمائها، بل العمل على بيانها، والأخذ في الاعتبار بأن المجابهة ستكون حربا طويلة.
في النهاية، فإن مطالبة المجتمع الدولي بضرورة تضافر الجهود لمواجهة الإرهاب، باعتباره تهديداً للمجتمع الدولي - بأسره -، وليس لبلد دون غيره أصبح حقا مشروعا.
كما أن استهدافهم المتعمد لن تثني الدولة في حربها على الإرهاب، أو رضوخها لابتزاز المجموعات الإرهابية، وفسادها، إذ لا مجال للتفريط في إعمال سيادة القانون، وتحقيق أمن المواطن معاً، دون تخل تحت أي ضغط عن أحدهما.