د. محمد عبدالله الخازم
جميل رفع مستوى حماية البيئة لتكون ضمن الوزارة الجديدة « وزارة البيئة والزراعة والمياه». لكن ذلك لا يكفي حيث قضية البيئة في أغلب دول العالم يسهم في تطويرها مؤسسات المجتمع المدني والجهات والشخصيات النشطاء في هذا المجال. في المملكة، لايوجد لدينا جميعات أو تنظيمات حزبية، و جمعياتنا تلعب دور الجهات المساندة أكثر منه دور المنظمات الناشطة والمشاغبة. لذلك أطالب بالحد الممكن في مجال البيئة، ألا وهو دعم تأسيس جمعيات أصدقاء البيئة وربما - في حال وجود جدوى اقتصادية- جمعيات تعاونية للأنشطة المعززة للبيئة.
نحتاج هذه الجمعيات في كل منطقة، لكنني أختار مثالاً لهذا المقال و كتبسيط للفكرة، منطقة الباحة. تمتاز منطقة الباحة بغطاء نباتي وبيئي متنوع يقود إلى تصنيفها ضمن أفضل المناطق السياحية بالمملكة والمنطقة بصفة عامة. لكنه أمام الزحف العمراني والتنموي وفي ظل عدم عناية الناس بقضية الحفاظ على البيئة كأولوية قصوى في حياتهم، انتشرت مظاهر التلوث البيئي على نطاق واسع، كما أشارت الدراسات العلمية والمسحية. فعلى سبيل المثال أشارت دراسة لخضران الزهراني و احمد الحاج إلى «وجود درجات عالية نسبياً من التلوث البيئي (ممثلاً في انتشار النفايات) في المنطقة. واتضح أن أكثر هـذه النفايات انتشاراً هو الأكياس البلاستيكية، والعلب المعدنية للمشروبات الغازية، والزجاجات البلاستيكية، والعلب والأطباق البلاستيكية، والمخلفات الغذائية، والعبوات الزجاجية للمشروبات الغازية، والعلب الورقية للمشروبات الغازية... وتبين أيضاً وجود بعض السلبيات التي تعاني منها السياحة والغطاء النباتي في هذه المنطقة، ومن أهمها ارتفاع نسبة التلوث بالمواد الصلبة.»
وقد اتفقت في ذلك مع دراسة أجراها علي الشهري ودعمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية «أن الحرائق والزحف العمراني يهددان الغطاء النباتي في منطقتي عسير والباحة، وأن الأسلوب الأكثر شيوعاً في وقوع حوادث الاعتداء على الغطاء النباتي الطبيعي هو الحريق، ثم الزحف العمراني والزراعي، فالاحتطاب والقطع، وأخيراً يأتي رمي النفايات في المرتبة الأخيرة، إضافة إلى ما أظهرته الدراسة من تواضع جهود المواجهة والتصدي لها وعدم اتساقها مع حجم الخطر.
الأمر يزداد سوءاً، بسبب نقص الوعي وعدم وجود المبادرات التوعوية الكافية ونقص الدراسات المناسبة وغير ذلك من الأسباب. لذلك أدعو وأحفز بعض الأفكار التي يتم تداولها في هذا الشأن، إلى تأسيس جمعية أو جمعيات أصدقاء البيئة بمنطقة الباحة.
هذه الجمعية أقترح أهدافها مايلي:-
1. نشر الوعي البيئي المتعلق ببيئة منطقة الباحة
2. المساهمة في إزالة الأخطار البيئية
3. المساهمة في تنظيم البرامج التعليمية المتعلقة بالبيئة
4. دعم الجهود الرسمية في مجال الحفاظ على البيئة والغطاء النباتي للمنطقة
5. دعم الدراسات المتعلقة بالبيئة والغطاء النباتي بالمنطقة
6. التعاون مع الجهات ذات العلاقة -كجامعة الباحة وهيئة/ وزارات البيئة والبلديات وغيرها- في دراسة و إزالة المخلفات المضرة بالبيئة والغطاء النباتي
7. المساهمة في تبني الأفكار الحديثة في مجال التخلص من النفايات والحفاظ على البيئة
8. المساهمة في إقامة الملتقيات العلمية والمجتمعية المتعلقة بالحفاظ على البيئة بالمنطقة.
وذلك عبر نشاطات منها:-
1. القيام بالحملات الإعلامية المتعلقة بالبيئة
2. القيام بالحملات التطوعية البيئية كتلك المتمثلة في تنظيف المنتزهات والأودية
3. إنتاج المواد الإعلامية والتوعوية المتعلقة بالبيئة والحفاظ على الغطاء النباتي والمائي والبيئي
4. تنظيم الدورات التثقيفية ذات العلاقة بالبيئة لكافة أفراد المجتمع
5. تنظيم رحلات طلابية لتعريفهم بجماليات البيئة والاستعانة بهم كمتطوعين في الحملات البيئية
6. الإبلاغ عن أماكن التلوث والخطر البيئي للجهات الرسمية
7. مساعدة الجهات الحكومية في حملاتها وأعمالها المتعلقة بالبيئة
8. استقطاب دعم الشركات ورجال الأعمال للجمعية وأعمالها ولأعمال البيئة المختلفة
9. التعاون مع وزارة البيئة والجامعات في قياس التلوث ونشر الوعي البيئي
10. التعاون مع الحماية الفطرية في رصد الحيوانات البرية وسبل الحفاظ عليها
11. المساهمة في نشر ودعم الأفكار الحديثة في مجال البيئة كفرز النفايات البلاستيكية عن الورقية عن الغذائية
12. المساعدة في تنظيم ورش عمل ومؤتمرات ذات علاقة بالبيئة بكافة مكوناتها.
إخترت الباحة كنموذج للتطبيق، لمعرفتي بحماس بعض ابنائها لمثل هذا العمل، لكن الفكرة قابلة للتطبيق في مختلف مناطق المملكة.