فهد بن جليد
ما زلت أبحث عن مندوب موسوعة (غينيس) مُنذ يوم أمس الأول, في محاولة لتسجيل رقم قياسي (سعودي جديد) بعد أن قرأت أحد الأخبار المحلية!
قراءتك لهذا النوع من الأخبار الصحفية يجلب لك (الحموضة)، الخبر يقول كرّمت وزارة الشؤون الاجتماعية (أربعة مُتقاعدين) أمضوا أكثر من 30 سنة في وظائف قيادية، وعملوا 3.5 ملايين ساعة في الخدمة!
عدد الساعات مُرتبط بالتحليق في السماء، أمّا من يسيرون على الأرض فإنهم يمشون (الهوينا) وفي كل الأحوال إجمالي عدد الساعات في العام الواحد هو (8760 ألف ساعة)، وخلال 30 عاماً يكون الإنسان قد عاش أصلاً (262.800 ألف ساعة) من حياته، بمعنى أن حياة الـ 4 موظفين كاملة خلال 30 سنة لا تتجاوز (1.051.200 مليون ساعة) بما فيها الإجازات، وأوقات النوم، والأكل.. إلخ، فمن أين أتينا بـ 3.5 مليون ساعة عمل؟!
المتقاعدون رفضوا (اللقب) في كلمتهم، وطالبوا بتسميتهم (مُكرمين), وهو ما حدث بالفعل حيث حصل كل مُكرم على (35 هدية) من أصل (124 هدية) قدمها زملاء ومحبو المُكرمين -على ذمّة الصحيفة- يبدو أن المُحرر (ضعيف في الرياضيات) أو أن هناك هدايا غير تلك التي على المسرح، فتوزيع (124 هدية) على (4 مُتقاعدين) = (31 هدية) فقط!
هؤلاء وغيرهم من (المتقاعدين) يستحقون منا الشكر والتكريم والثناء، على كل ما بذلوه طوال عقود من العمل، ولكن ثمّة جُمَل (أي عبارات) وليست (جَمَل أي بعير) في نهاية الخبر تسببت لي بمزيد من (الحموضة)، وهي غير مُرتبطة (بالصياغة) لأنها منقولة من كلمة مدير فرع الوزارة الذي طالب 3 من (المُتقاعدين الأحياء) بالعمل (مُستشارين) للاستفادة من خبراتهم!
طبعاً يا عم (الدهن في العتاقي) ناس تعمل 24 ساعة في الـ 7 أيام، وينك (يا غينيس)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.