أ. د.عثمان بن صالح العامر
رعى ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد ابن سلمان بن عبد العزيز مساء يوم الاثنين الماضي ملتقى «مغردون2016م»، المقام في فندق الريتز كارلتون بالرياض، والذي تنفذه مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية «مسك».
* جميل أن تحظى هذه الفئة من الشباب السعودي - المبدع فيما يكتب ويقول وصاحب المنهج السليم، والتغريدات الإيجابية الفاعلة والمؤثرة، والهاشتاقات المتميزة والناضجة - أقول جميل أن يحظى هؤلاء بهذه الرعاية والاهتمام من قبل القيادة الحكيمة في بلادنا الغالية، وأن يستقطب للتحدث إليهم ويلتقي معهم أمراء ووزراء وسفراء وعلماء ومبدعون فرسان هذا الميدان الرحب والأفق الواسع، والأجمل في نظري أن يتولد عن هذا الحدث النوعي المميز جمعية للمغردين السعوديين ترصد وتؤرخ، توثق وتؤرشف، خاصة ما كان من هذه التغريدات ذا مساس باستشراف المستقبل السعودي، أو له صلة ببناء الرأي العام وتوجيهه في أي مجال من مجالات الحياة المختلفة ومسارات التنمية الثلاثة.
* إن النظرة السطحية لإبداعات المغردين ونظراتهم الاستشرافية قد تفقدنا كثيراً من فرص النجاح، فهم - على الأقل عند أنفسهم وفي قناعاتهم الذاتية - ينطلقون من فضاء أوسع، ويكتبون باستقلالية تامة، ورؤية شخصية ناضجة، وجزماً يؤمنون أن الوطن للجميع ولا يمكن لأحد أن يساومهم عليه أو يسلبهم أحقية التعبير عنه إلا إذا هم خرجوا عن حدود ما هو في دائرة المسموح به أو كان ما غردوا به مظنة الإضرار بهذا الكيان العزيز، أما أعداء الوطن المتربصون بنا الدوائر في العالم الافتراضي فضلاً عن عالم الواقع المعيش فلا اعتبار لهم هنا وهناك بأي وجه من الوجوه.
* إن من حق من أبدع وأفاد الشكر والتقدير والإشادة والتبجيل، كما أن على الجميع مسؤولية دينية ووطنية في الرد على من أراد الإضرار وكان سلبياً في نظرته والتحذير منه حتى يتقى شره ويموت مكره في نحره، ولن يستطيع ذلك إلا أمثال هؤلاء المبرزين المعروفين المتابعين للساحة التويترية المترامية الأطراف، الراصدين لحركة الكتابة فيها القادرين على الدخول في معركة الوجود في العالم الافتراضي الحر والمفتوح بلا حدود!!
* إنني شخصياً أعتقد أن «مسك» بما تحمله من رؤية، وما تستشعره من رسالة، وعلى ضوء أهدافها السامية قادرة أن تجعل من مشاهير المغردين السعوديين في خليجنا العربي، بل حتى عالمنا العربي وأمتنا الإسلامية بوابة أمل ترسم ملامح خطوط الإصلاح الحقيقي لكثير من سكان العالم الافتراضي، ليس الناطقون بالعربية فحسب بل حتى الأجانب منهم، وهذا أمر سيجعلنا نفتح أفقاً آخر للشباب الإسلامي الذي قال عنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه في ثنايا كلمته المتميزة إبان انعقاد القمة الإسلامية الأخيرة في اسطنبول أنه يتعرض لهجمة شرسة من قبل الإرهاب، (... هدفها إخراجه عن منهج الدين القويم، والانقياد وراء من يعيثون في الأرض فسادًا باسم الدين الذي هو منهم براء) والواجب على القادة قبل غيرهم حمايته والمحافظة عليه.
* رائع بصدق أن ينتظم هذا العمل النوعي الفريد في منظومة إنجازات عهدنا الجديد الذي استطاع في مواقف مشهودة ومؤرخة أن يقول كلمته التي يعتقد جازماً أنها هي ما يحقق مصلحة أمته الإسلامية وعالمه العربي ومحيطه الخليجي، وطنه ومواطنيه بكل عزم وحزم وإصرار واقتدار، خاصة أن التنظيمات الإرهابية اليوم اتخذت من العالم الافتراضي مضماراً للتواصل والاتصال مع الاتباع والتغرير بالشباب والصغار.
* تذكروا أيها الشباب، يامن تعيشون في عالمين اليوم «واقعي، وافتراضي» التواق للمجد المتطلع للنجاح في الحياة، تذكروا أن كل شيء في حياتكم مرهون بتحقق الأمن وضمان استمرار هذه المنة التي جاد بها الرب عليكم في هذه البلاد، وانبرى- من أجل أن نرفل فيها ونتنعم- قادة أفذاذ بذلوا الغالي والرخيص من أجل الوطن وفي سبيل راحة وسلامة المواطن، فالله الله أن يؤتى الوطن من قبل أي منكم، أو تكون أنت بشخصك سببا لزوال هذه النعمة فبالشكر تزود النعم، وبضده تزول . حفظ الله قادتنا، وحمى بلادنَا، وأدام عزنا، ونصر جندنا، وأعلى رايتنا ووقانا شر من به شر، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.