صيغة الشمري
يبدو أن بعض الوزراء في بلادنا يرى أنه لا ضرورة لوجود مستشارين متخصصين، وبخاصة في الشأن الإعلامي والرأي العام؛ لأن الوزير نفسه لا يرى أهمية تُذكر لهذه الوظائف الاستشارية. وأكثر الأخطاء التي يقع بها بعض المسؤولين استعانتهم بإعلاميين مشهورين ذائعي صيت، وهم لا يعرفون أن هؤلاء المشاهير خلف إعلاميين آخرين هم الذين صنعوا شهرتهم. المشاهير الذين ترونهم على الشاشات أو عبر وسائل الإعلام ليسوا سوى صنيعة إعلاميين خلف الكواليس، بينما المشاهير يجدون ضعفًا كبيرًا وصعوبة في تقديم خطط إعلامية لوزير أو
وزارة. يبدو أن الوزير الحصين المسؤول الأول عن المياه متورط بمثل هؤلاء الإعلاميين غير الملمين بثقافة أطياف المجتمع السعودي كافة، أو قد يكون من الوزراء الذين يملكون ثقة بالنفس زائدة وقناعة بأنه لا شيء صعب، ولا شيء يستعصي على فهم الوزير - حفظه الله -. ويبدو أن الوزير الحصين بالذات لم يستفد من الدرس السابق الذي تهكم خلاله على السعوديين الذين يزرعون الزيتون واصفًا إياهم بالإسبان الذين يزرعون تمر الصقعي أو الخلاص متجاهلاً أنه بتصريحه هذا يسيء لأهالي منطقة الجوف الكرام؛ إذ قاموا بوضع (هاشتاق) أسموه «وزير_المياه_يسخر_من_زيتون_الجوف»؛ ما سبَّب حرجًا للجميع؛ إذ كيف بوزير سعودي يجهل أن منطقة الجوف تنتج زيتونًا يحتل مكانة عالمية، وله ميزة ومكانة في قلوب السعوديين، مثل ورد الطائف ونخيل الإحساء، وغيرهما من صادرات مدننا الحبيبة؟! يعود الوزير الحصين مرة أخرى بتصريحات يبدو أن من أشار عليه بها غير حصين، وغير فطن، بل تشك في أنه يريد إحراجه كما أحرجه سابقًا في موضوع صقعي إسبانيا.
وزير المياه المهندس الحصين يلمح بأنه في الطريق لإلغاء (السيفون) من البيوت السعودية (إن ما عقلنا)، وكأنه أراد من هذا السيفون أن يشغل الناس عن الأزمة الحقيقية التي تواجهها وزارة المياه ووزيرها الموقر، وهي أزمة الفواتير. أمر غريب ومحير.. وزراؤنا يتحدثون وكأنهم هم الذين نهضوا باليابان أو ماليزيا. ويتحدث الوزير عندنا وكأنه (عريف) الفصل الدراسي!