عايض البقمي
إياك أن تتصور أن كأس عز الخيل الـ21 هي حدود ما رأيت أو أن تختزل الصور في صورة والأبطال في بطل. تلك الدقائق التي مرت عليك هي جزء من عالم ومن حقيقة وملحمة هذا الجواد الذي خطف اللقب ليس إلا صاحب دور في عمل احترافي محكم وجبار.. لست وحدك من وقف على أطراف أصابعه في انتظار (لحظة الحسم) .
عشاق سباقات السرعة في وطني المترامي الأطراف كانوا واقفين وليس الحصان وحده الذي كان يركض، هناك الكثيرون خلف الستار كانوا يسابقون الزمن طوال شهور مضت ليصوغوا تفاصيل تلك المشاهد المبدعة وقبل أن ينتصر الجواد.. تلك هي نوفا الميدان وذلك هو عز الخيل الرجال.
تلك هي نوفا التي يرسم أحلامها مؤسس هذا الكيان سلطان بن محمد ومن يعمل معه كل في مجاله وكل له دوره. وفي كل عام ومع كل صباح يبحث عن أحلامها ليحققها تلك هي نوفا المنتجع والميدان والفرسان صانعة كل انتصار وكل ضوء وكل حلم.
في كل نسخة ننتظر لكأس عز الخيل نسأل قبلها عن الجديد.. نظن أن سقف الإبداع هو ما تحقق ولامسناه لكن عز الخيل لها سقفها ومعادلتها الخاصة. عز الخيل ونوفا (جوهرة بلادي اللامعة والناصعة العطاء نوفا وميدانها باتت يا سادة يا كرام حلماً يراود الباحثين عن مكان مختلف ورؤية مختلفة.
يقول صديقي: كيف صنعتم ما صنعتم بملايين قليلة واليوم هو يسألني: ترى لو فعلنا مثلكم هل ننجح مثلكم؟! لكنه يدرك أن النجاح رؤية وإرادة ورجال وبات يقر معي أن عز الخيل حباه الله برجال استثنائيين يصوغون مفردات الحياة بالحب والعشق.. تلك الابتسامة على محيا سلطان بن محمد وهو يتوج الفائزين على منصة التتويج الفاخرة هي أقصى ما يريد هي ابتسامة تشرق في قلوب أوساط الخيل أملاً وغدا ومحبة.
الجمعة والسبت الماضيان رغم روعتهما تشبهان كثيراً من الأيام الخالدة لكن المدهش أن عز الخيل الدورة مصرة وقادرة على أن تبقى أيامها الجميلة بعد أن شاركت الخيول والمضمار والسروج والمسطحات الخضراء التي تلف ميدان الفارس وفي ميدان أبو متعب كان أهل الخيل الذي يتمناه أهل الخيل.
لقد نسجت الدورة الـ21 فصلاً لبطولة جديدة بأن تكون أسطورة على مسماها بحصانها الإسطورة ففي كل مرة هناك الفارس والحصان والمضمار والجمهور ولكن لا توجد مرة مثل السابقة فالإثارة لها طعم مختلف والبطل بهوية جديدة وكذلك الجواد.
الذي لولاه ما بدأت تفاصيل الحكاية وما جاء الفارس وما جرى السباق حيث تأخذ فيه المنافسة بعداً لا يخطر ببال أحد ثم في النهاية تلك الفرحة التي تصنع للحدث إطاراً مغايراً ومع مدينة نوفا تكتمل معالم الاسطورة بسحر المكان وروعة المنشآت والمرافق وتنوع الفعاليات والبرامج المصاحبة فالصورة كانت في النهاية غنية بالألوان والأضواء والظلال والحركة ولأنها منسوجة بانفعالات وآهات الجمهور الطاغي فقد حضرت في ذاكرة كل مشارك ذكريات لا تنسى ويكفي للتدليل على الحالة الاستثنائية لعز 21 انه جعل حتى الذين لا يعرفون شيئاً عن عالم الخيل وسباقاتها شغوفين لمعايشته بكل تفاصيله عاما بعد آخر وعلى نحو ما رأينا تجسد البطولة معنى (سباق التميز) الذي ليس له خط نهاية بالنسبة لمؤسسها وبعد أن أصبحت ملتقى اجتماعيا إنسانيا قبل أن تكون معتركاً تنافسياً للخيل وللفرسان.
فهنيئاً لنا بصاحب الفكرة المبدعة والرؤية البعيدة (سلطان الخيل) وعزها وهنيئاً لفروسية بلادي بالحدث الفريد والمجد الجديد الذي أصبح معياراً للتفوق والإبداع مستنداً إلى رؤية حكيم من بلد الحكماء علمنا أن البلاد تبنى من أجل الإنسان علمنا أننا الثروة والشمس والقمر اللهم احفظ سلطان بن محمد واحفظ بلادي تحت قيادة سيدي الغالي سلمان العز والحزم والعزم.
المسار الأخير
كن المراجل لك (فناجيل وادلال)
وكن الزمن من هيبتك (جاء يقهويك)