خالد بن حمد المالك
علمتنا وعوّدتنا الصحافة على التجديد، والبحث عن عناصر النجاح، بعمل رصين، وجهد خلاق، والتزام بأبجديات العمل الصادق، ضمن تجنب الأخطاء بقدر المستطاع، والبحث عن التميز، حيثما كان هناك طريق يؤدي إليه.
**
هي هكذا الصحافة، تعب وأرق ومشوار طويل بحثاً من أسرة تحريرها عن الإبداع، وصولاً إلى التفوق، وسعياً إلى أن يكون العمل فيها تحت أشعة الشمس، وفي الضوء، وحينما كان هناك من القراء من يرى فيها متنفسه، ولسان حاله.
**
نخطئ في اجتهاداتنا، وتكون حساباتنا أحياناً وكثيراً في غير محلها الصحيح، ولا من أحد يلتمس العذر لنا في خطأ عابر، واجتهاد ما كان له أن يكون، بافتراض أن الصحافة ومن يدور في فلكها من الصحفيين يتصيدون أخطاء الآخرين، فأولى بها أن تكون مشرحة ينتقدها قراؤها ومن يعمل بها.
**
خاطرة صغيرة، وكلمات عابرة، نلتمس بها أمس واليوم وغداً رضا القراء في كل ما نصدره لهم من صفحات، وما نجتهد به من عمل، وما نقوم به من متابعة تنسجم مع رغباتهم، مع يقيننا بأن رضا الناس غاية لا تدرك، وإن كنا نسعى لأن ندركها وإن طال بنا المسار.
**
سنوات تمضي، وأحداث تمر، بينما تبقى الصحافة بوهجها وإثارتها ومتابعاتها رفيقة درب لحشد من القراء، بكل انتماءاتهم وتوجهاتهم، دون أن يُستثنى طيف من أطياف الثقافة، أو شريحة من مكونات المجتمع.
**
لا أزيد، فالقارئ شريك معنا في المسؤولية، وهو عضدنا في كل نجاح، وساعدنا في حمايتنا من أي فشل -لا سمح الله-، وهو اليوم كما كان في الأمس، ومثلما سيكون في الغد، هو من نعتمد عليه -بعد الله- في مشوار المسؤولية، والبحث عن المزيد من النجاح، والكثير من التألق.
**
دمتم قراء الجزيرة مصدر إلهام لنا في خطوتنا الجديدة، وكل الخطوات القادمة، فالقارئ بمفهومنا هو رئيس التحرير الحقيقي لصحيفة الجزيرة.