خالد بن حمد المالك
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فيما فهم أنه رد على الغوغائيين الذين شكّكوا بوجود مصلحة لمصر فيما تم الاتفاق عليه مع المملكة خلال زيارة الملك سلمان للقاهرة، بأن مصر لا تبيع أرضها ولا تأخذ أرض أحد، وأضاف مبادئنا تقوم على عدم التفريط في حقوقنا وأيضاً عدم المساس بحقوق الآخرين، وهناك من يقوم بطمس الحقيقة وتزييف الواقع، يواصل الرئيس: بخصوص ترسيم الحدود مع السعودية وإعادة الجزيرتين، فنحن لم نفرّط بحقنا وأرجعنا حق الناس لهم، ومصر لم تفرّط أبداً في ذرة رمل من حقوقها لتعطيها للسعوديين فهذا لم يحدث.
***
يقول الرئيس السيسي أيضاً: كمسؤول عن الدولة طلبت من كل أجهزة الدولة معرفة أحقية مصر للجزيرتين، فكان الرد لا توجد أي مستندات تدل على ملكيتها لمصر، سألت الكل لأن حق مصر لا آخذ فيه قراراً لوحدي، وبالنسبة لترسيم الحدود أقول للمصريين: لم نخرج عن القرار الجمهوري الذي صدر منذ 26 سنة، وتم إيداعه في حينه بالأمم المتحدة، بناءً على مطالبات من السعودية عام 1990م لاسترجاع الجزر، بهذا الكلام إذ يأتي من رأس السلطة في مصر، فليس هناك من مزيد في القول بالنسبة لي للرد على من حاول أن يفسر العلاقة بين البلدين الشقيقين بمثل ما كتبه البعض، فقد كفانا الرئيس المصري في الرد على هؤلاء، مشيراً إلى أن بلاده لها صاحب واحد هو الشعب، ونحن من جانبنا نقول من يغرّد خارج سرب مصلحة مصر فليس صاحبها ولن يكون.
***
يقول الملك سلمان من جانبه: لقد اتفقت مع فخامة الرئيس على إنشاء جسر بري يربط بين بلدينا الشقيقين اللذين يقعان في قلب العالم وإن هذه الخطوة التاريخية، المتمثلة في الربط البري بين القارتين الآسيوية والإفريقية، تعد نقلة نوعية ذات فوائد عظمى، حيث سترفع التبادل التجاري بين القارات إلى مستويات غير مسبوقة، وتدعم صادرات البلدين إلى العالم، كما سيشكل الجسر منفذاً دولياً للمشاريع الواعدة في البلدين، ومعبراً أساسياً للمسافرين من حجاج ومعتمرين وسياح، إضافة إلى فرص العمل التي سيوفرها الجسر لأبناء المنطقة.
***
وجسر الملك سلمان بن عبد العزيز كما أطلق عليه السيسي في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه الملك سلمان قرار بناء جسر يربط مصر من منطقة منتجع شرم الشيخ مع رأس حميد في منطقة تبوك شمال السعودية عبر جزيرة تيران ويبلغ طوله 50 كيلو متراً، من المتوقّع أن يتم تنفيذه خلال 7 سنوات بتكلفة تصل إلى 4 مليارات دولار، يحتوي على ممرات للسيارات وسكة قطارات لشحن السلع والمنتجات.
***
ويعد الجسر كما تداولت ذلك وسائل الإعلام، نقطة الوصل بين العالم العربي الإفريقي والعالم العربي الآسيوي، فهو أول ممر بري بين إفريقيا وآسيا، لذا سيكون محط أنظار الجميع من دول إفريقيا وآسيا والخليج بشكل خاص، وبهذا تحصل المملكة على منفذ اقتصادي مهم لها مع دول إفريقيا من خلال شقيقتها مصر، وسيغذي مصر بالمنتجات السعودية المتنوّعة البترولية على وجه الخصوص، ويوسع قاعدة المملكة التجارية في الأسواق الإفريقية، حيث سيفتح أسواق إفريقيا أمام المملكة ويزيد حجم التبادل التجاري معها، لذا يعتبر الجسر بالنسبة للمملكة استثماراً إستراتيجياً مهماً.
***
سيؤمّن الجسر أيضاً حركة أفضل وأسرع للمسافرين الذين يستخدمون العبارات في الوقت الحالي للتنقّل بين مصر والمملكة، كما أن حركة السياحة من السعودية إلى مصر ستزيد بفضل الجسر، حيث بلغ عدد السياح السعوديين الذين زاروا مصر العام الماضي 2015 نحو 433 ألف سائح بزيادة عن العام الذي سبقه 2014 قدرها 23.7 % لذا من المتوقّع أن يزيد عدد السياح الخليجيين إلى مصر وخصوصاً إلى منتجعات شرم الشيخ، حيث سيوفر لهم الجسر وسيلة تنقّل سريعة بين مصر والمملكة بالبر عوضاً عن الطائرة والعبارة.
***
فيما سيسلك الحجاج المصريون جسر سلمان البالغ عددهم في عام 2014 نحو 72 ألف حاج مصري قادمين من مصر، باتجاه الأماكن المقدسة مكة والمدينة، وتخفيف الضغط على النقل الجوي، هذا بالإضافة للمعتمرين الذين يأتون على مدار العام ويقدّر عددهم أيضاً بعشرات الآلاف، ومن الوارد ازدياد عدد المعتمرين لسهولة وسرعة الوصول التي سيوفرها الجسر، لذا سيشكل الجسر طفرة على صعيد حركة الحجاج والمعتمرين إلى الأماكن المقدسة ليس فقط من مصر، بل ومن الدول الإفريقية الأخرى.