عبد الرحمن بن محمد السدحان
* كان يوم الاثنين الماضي الثامن عشر من شهر رجب 1437هـ يوماً غير مسبوق في تاريخ المملكة العربية السعودية بدْءاً، وتاريخ الإدارة السعودية تحديداً، حين زفّ سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - أيّده الله - إلى الشعب السعودي والعالم بأسره، وبحضور أصحاب السمو والمعالي أعضاء مجلس الوزراء الموقر، مشروعَ (رؤية المملكة العربية السعودية 2030)، وكانت لحظاتٌ من التاريخ لا تُنسَى!
* * *
* وفي نفس اليوم، تولَّى صاحبُ السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - وليُّ ولي العهد النائبُ الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ورئيسُ مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية - مهمةَ شرح هذه الرؤية للعالم، قاصِيه ودانيه، عبر مؤتمر صحفي مهيب حضرَه مراسلون إعلاميون من مختلف أرجاء الدنيا، وكان سموه مُبْهراً في سرده، مقْنِعاً في تحليله، واختلطت في نفوس مَنْ شاهدوه وتابعوا عرضه ذلك اليوم مشاعرُ من الدهشة والإعجاب لما جسّده ظهورُه الإعلامي الأول من غزارة في الطرح، ووضوح في العرض، ومهارة في التعامل مع الأسئلة التي انهالت على المنصّة من الحضور الكثيف من ممثلي الإعلام المحلي والعربي والعالمي.
* * *
* وسبق ذلك لقاء رائع مع سموه بُثّ مباشرةً عبر قناتي (العربية) والـMBC الفضائيتين على مدى أكثر من ساعة ونصف الساعة تقريباً، قدم سموه من خلاله عرضاً مركزاً ومُبْهراً لأبرز ملامح الرؤية السعودية الجديدة للتنمية، وسائلَ وغاياتٍ، والآمال المعقودة عليها، وفي مقدمتها تحريرُ الإرادة الوطنية والقرار التنموي من (هيمنة) برميل النفط ومضاربات أسواق السمسرة العالمية باسمه مدّاً وجزراً، وذلك بتنويع مصادر الدخل العام، عبر قنوات استثمارية أوردتْها الرؤيةُ تفصيلاً، إلى جانب تكثيف الجهد لتقويم الإدارة الحكومية وتصحيح ما أعوج فـي أدائها لتواكب هذه الرؤيةَ، وسيلةً وطموحاً وإنجازاً!
* * *
* الجديرُ بالذكر أن هذه الرؤيةَ العملاقة لم تأتِ تجسيداً لحلم ليل، أو تأملات ساعة، بل استغرق التحضيرُ لها تفكيراً وتجهيزاً وإخراجاً في قالبها النهائي مئاتِ الساعاتِ من العمل الجاد بين ليل ونهار وعلى مدى ما يزيد على العام تقريباً، وشارك في ذلك الجهد، فكراً وطرحاً وصياغةً، العشراتُ من أبناء هذا البلد المؤهلين والمتخصصين، منهم الوزير والخبير الإداري والاقتصادي والتقني، وتم تجهيزها (على نار هادئة) فترة طويلة حتى استقامت على عودها قلعة من الفكر الإداري والتنموي المشحون بالطموح والوعد بغد أفضل إن شاء الله.
* * *
* بقي أن أشير قبل الختام إلى أن هذه الرؤية (سعودية) الصنع بامتياز، بدءاً من آلية إعدادها، مروراً بإخراجها، وانتهاءً بما تضمنته من برامج ومبادرات تبشّرُ بغد مشرق لهذا البلد الأمين، يتحقق فيه - بإذن الله - ما يرجوه أبناؤه وبناته من ارتقاء في أساليب العيش، وازدياد في فرص العمل، وتوسيع في هامش مشاركة المرأة السعودية شقيقَها الرجل مهمةَ صياغة الغد الموعود.
* * *
* باختصار.. إنّ قرار الرؤية السعودية نقلة مفصلية اقتصادية واجتماعية وثقافية بل وسياسية، سيحصدُ أبناء هذا البلد الكريم وبناته أُكلَها غنياً بسعرات الإبداع والتجديد والاستثمار الأفضل لطاقات البلاد وقدرات أبنائه.
* * *