مندل عبدالله القباع
سابع الملوك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بعد أن عاصر والده الملك عبدالعزيز موحد هذا الكيان عام 1351هـ عليه سحائب الرحمة، وهو مؤسس الدولة الثالثة عام 1319هـ وعاصر من بعد ذلك إخوانه الملوك وهو يرسم في ذهنه مستقبل المملكة اقتصادياً وتنموياً والذي انعكس على جميع مناحي الحياة، وعندما حان الوقت المناسب ودخلت المملكة معترك الحياة العالمية اقتصادياً، وخاصة بعد الثورة الصناعية الأوربية، والثورة المعلوماتية التي جعلت الكرة الأرضية التي يعيش عليها أطياف المجتمعات عن بكرة أبيها وكأنها في غرفة واحدة، وهذا الذي جعل مليكنا الملك سلمان يفكر تفكيراً واقعياً بأنه لا يمكن لمملكتنا الحبيبة أن تعيش خارج هذه المنظومة اقتصادياً وصناعياً، وتنموياً، فلا بد من مسايرة هذه المجتمعات بما يتفق مع ثوابتنا الدينية والشرعية؛ لذا فكّر حفظه الله أن يأمر بإنشاء المجلس الاقتصادي والتنموي، وأن يكلّف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بترؤس إدارة هذا المجلس والإشراف عليه على رأس نخبة من المختصين من رجال الدولة.
ومنذ تكليف سموه والتشرّف برئاسة هذا المجلس، وسموه ورجاله يخططون، ويبحثون نظرياً وعملياً بأن ينهض هذا المجلس، ويحقق تطلعات قائد مسيرتنا الملك سلمان -متعه الله بالصحة والعافية- حتى حان الوقت المناسب، وأصبح هذا المجلس جاهزاً من أجل تفعيل مهامه بعد موافقة الملك سلمان على هذه المهام؛ حيث تحدّث رئيس هذا المجلس الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لوسائل الإعلام المختلفة داخلياً وعالمياً، وآخرها قبل سنة لصحيفة بريطانية حول هذه الرؤيا الاقتصادية المستقبلية للمملكة، وقد سمعنا هذا من راسم مستقبل المملكة اقتصادياً وسياسياً عن طريق قناة «العربية» الفضائية، وقد كان لهذا الحديث صدًى داخلياً وعربياً ودولياً لأنه رسم الخطوط العريضة لهذه السياسة الاقتصادية المستقبلية، ووضع سموه النقاط على الحروف من حيث الاستثمارات الخارجية والداخلية وأعطت الأولوية للتنمية الاقتصادية الداخلية التي سوف تنعكس على تنمية المواطن في دخله المادي في هذه الاستثمارات من سكن، ورغد عيش، والمساواة بين متوسطي الدخل ومرتفعيه من الأثرياء وحسن الخدمات الصحية وطرح المستشفيات الحكومية للاكتتاب خلاف الاستثمارات حيث سوف يكون هناك صندوق استثمارات عامة بحجم ما يقارب (3 تريليونات دولار أمريكي)، وكذلك تقييم شركة أرامكو بأكثر (من تريليوني دولار أمريكي) وطرحها للاكتتاب.
كما تطرق سموه في هذا الحديث لقناة «العربية» أنه ركز على شيء أساسي وهي الصناعات العسكرية؛ حيث ذكر «كيف تكون المملكة وهي من الدول الكبيرة في استيراد السلاح، ولا يكون لديها صناعات عسكرية» فهو أشار إلى أنه سوف يكون هناك صناعات عسكرية محلية وأن هذه الصناعات سوف تخلق قطاعاً اقتصادياً جديداً، وأن هذا سوف يوفر وظائف ويحقق ربحية عالية فهو في حديثه حفظه الله قال: لا نريد المداخل الخاصة بالقطاعات العسكرية مزخرفة بالرخام والبلاط إنما نريد أن يكون هناك مصانع عسكرية يقوم عليها رجال وأبناء هذا الوطن المعطاء.
وأخيراً قال سموه: «المملكة ستصبح من أكبر عشرين دولة اقتصادية في العالم».
ولم ينسَ سموه مكانة المملكة، وأنها قبلة المسلمين الذين يتجهون إليها في اليوم خمس مرات، إنها مكة المكرمة حيث ذكر سموه أن المملكة تتعامل مع الحج كفريضة دينية، وأن المملكة واجبها أن تقدم الخدمات مجاناً للحجاج والمعتمرين، وأن المملكة سوف تزيد المعتمرين إلى (30) مليون معتمر.
وأخيراً نكرر قول قائد مسيرتنا الملك سلمان أنه وضع نصب عينيه التنمية الشاملة للمواطن من منطلق ثوابتنا..
اللهم أدم علينا نعمة الإسلام، ونعمة الأمن والاستقرار، واحفظ بلادنا من كل مكروه، ومن كل حاسد وحاقد. إنك سميع مجيب (وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين).