مندل عبدالله القباع
كل مباراة محلية تقام في كرة القدم نجد بعض المحللين في بعض القنوات يدخلون في آراء وتحاليل تخص التحكيم وتختلف الآراء من شخص إلى آخر حول التحكيم فمنهم من يقول (ضربة الجزاء غير صحيحة وأن حكم المباراة قد احتسبها ضربة جزاء والآخر قد يقول للفريق الخصم أن هناك ضربة جزاء له لم يحتسبها الحكم وهكذا تطرح الآراء بين مؤيد ومعارض ويدخل في هذا الكروت الصفراء والحمراء فهذا المحلل يقول إن هذا اللاعب يستحق كرتا أصفر والآخر يقول (لا) هذا اللاعب يستحق كرتا أحمر وهكذا تختلف الآراء أو تتفق وهؤلاء المحللين لبعض هذه القنوات الرياضية البعض منهم (دخلوا التحليل الرياضي) دون دراية كاملة ومعرفة شاملة بكرة القدم وفنياتها وتمريراتها وتسديداتها سوى أنهم كانوا لاعبين سابقين مع احترامي لهم فتجد البعض منهم (كان يلعب في مركز الهجوم أو يلعب محور أو في خط الوسط أو ظهير أيسر أو أيمن أو قلب دفاع أو حارس مرمى ...الخ) فهو يتحدث ويحلل حسب رؤيته الفنية المستقاة من تاريخه الرياضي في الملاعب فقد يصيب في هذا التحليل أو يخطئ أو ينتقد تمريرة أو خشونة من لاعب للاعب آخر وهو قد وقع نفسه في هذه الخشونة عندما كان لاعباً قديماً بقصد أو غير قصد فما بالك بأن يطرح رأيه في التحكيم بأن هذا الحكم أخطأ والآخر يقول أصاب وهكذا وعندما يؤخذ رأي مختص في التحكيم ومعاصر لهذه المهنة في المباراة التي تم تحليلها فنياً تذوب كل آراء المحللين لإصابتها بالرأي الفاشل فالتحكيم الرياضي في كرة القدم يخضع جميع حكام هذه اللعبة في جميع الدول سواء كانت عربية أو آسيوية أو أوروبية أو أمريكية... الخ لدراسة هذه المهنة نظرياً وعملياً وتطبيقياً على أرض الميدان ابتداء من الدرجة الثالثة أو الثانية أو الأولى حتى الحصول على الشارة الدولية. فالتحكيم (علم وفن ودراسة) ومبني على نظريات ومواد تحكيمية ليس من السهل أن يؤخذ برأي محلل قناة فضائية بهذه السهولة ويبني عليه في الرأي التحكيمي وتستمر بعض هذه القنوات بتكرير ومقابلة بعض هؤلاء اللاعبين القدامى مع احترامي لهم الذين يعجنون ويتخبطون في الآراء التحكيمية ويعتقدون في قررات أنفسهم أنهم يسيرون في الطريق الصحيح ولكن تقول لهم (رحم الله امرأ عرف قدر نفسه) وكما يقول المثل الشعبي (اعط الخباز خبزه ولو أكل نصفه) فالمسألة ليست الجلوس في استديو التحليل فقط ولبس البدلة نريد التحليل الرياضي الصحيح المبني على قواعد وأسس ونظرياتومواد (لأن ليس كل لاعب قديم) مؤهل للتحليل الرياضي والفني والله من وراء القصد.
خاتمة شعرية يقول أحد الشعراء:
(أن القلوب إذا تنافر ودها
مثل الزجاجة كسرها لا يجبرُ).