جاسر عبدالعزيز الجاسر
في بيت العرب ومن موئل العرب، حيث شعت الفضائل والخصال التي تعززت بإشعاع الرسالة المحمدية ونور الإسلام، تحتم علينا أخلاقنا وأصولنا العربية وقيمنا الإسلامية أن نرحب بك عند قدومك إلى بلادنا فأهلاً بمقدمك سيادة رئيس الولايات المتحدة الرئيس باراك حسين أوباما.
نعم بكل صدق أهلاً بك في بيت العرب ومركز الإشعاع الإسلامي، نستقبلك صديقاً وحليفاً حتى وإن اختلفت الرؤى وتباينت الاجتهادات، إلا أننا نشكرك كثيراً لأنك جعلتنا نعلم كيف نستثمر إمكاناتنا وقدراتنا، ونعرف إلى أي مدى يمكن الاعتماد على الأصدقاء الذين مهما طالت مدة الصداقة لا بد وأن يأتي يوم يفرض فيه أن تعتمد على نفسك.
السيد الرئيس أوباما، كنت صادقاً بقولك (على العرب أن يقلعوا أشواكهم بأيديهم).
فعلاً قول حكيم، وقول ترجمناه قبل نصيحتك إذ سبقت عاصفة الحزم تلك النصيحة، فقد عجل ملك الحزم والعزم بقلع أشواك الأطماع الفارسية في اليمن قبل أن تمتد تلك الأشواك لجزيرتنا العربية.
السيد الرئيس أوباما، تصل اليوم إلى بيت العرب لتجد الأجواء مختلفة تماماً، فأنت اليوم تحل في ديار يقودها ملك لا يعرف إلا معنى واحدا، هو الالتزام والإيفاء بما تم الاتفاق عليه.
ستجد قوما لا يساومون ولا يبحثون عمن يدافع عنهم، صحيح أننا نقدر من يلتزم بما تفرضه عليه واجبات الدفاع عن القيم والمبادئ وقبل ذلك مصالحه التي لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال بلدان آمنة ومستقرة، مواطنوها يلتزمون بتعداتهم ويصدقون القول والعمل ولا يبطنون ما يسعون لفعله.
السيد الرئيس أوباما، التاريخ لا يخطئ ولكن القراءة الخاطئة للتاريخ توقع القارئ غير المتمكن في الخطأ، ونحن عهدناك قارئا متمعنا تتبع النهج العلمي في البحث، فتأسيسك الأكاديمي يحصنك من الخطأ فهل تاريخ العلاقات السعودية- الأمريكية الذي يختزل الكثير من الإنجازات والإضافات التي حققت فوائد جمة للشعبين السعودي والأمريكي يجعلك تتجاوز هذه الحقيقة وتتناساها لمجرد إغراء طرف آخر بإبرام اتفاقية لا يمكن الجزم بأنهم سيلتزمون بتنفيذ بنودها، وهل من العدل أن يتم التوصل إلى تلك الاتفاقية على حساب مصالح حلفاء وأصدقاء لهم هذا التاريخ الطويل.
السيد الرئيس أوباما، ستجد اليوم في بيت العرب، أنك هنا بين أصدقاء يتمسكون بصداقاتهم دون أن يفرطوا في مصالحهم، وهم بدءا من السعوديين الذين يقودهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مطلق مبادرات الحزم والعزم، ومن أشقائه قادة دول الخليج العربية، بأنهم أوفياء لهذه الصداقة، وأنهم حريصون على تقاسم المهام والواجبات لجعل إقليم الخليج العربي والمنطقة العربية واحة أمن وسلام، وهذا لن يتأتى إلا بوقف تدخلات القوى الإقليمية الطامعة التي فهمت حرصكم على عدم التورط في الأزمات الإقليمية ضعفاً وتخلياً عن واجباتكم كدولة أولى تعمل على تثبيت السلام والأمن الدوليين.
ولهذا تمادت في دعمها للإرهاب ونشر الفوضى في المنطقة العربية، مستهدفة دول الخليج العربية.
السيد الرئيس أوباما، أهلاً بك في بيت العرب وفي حصن الخليج العربي وقلعة المسلمين، نرحب بك ونتطلع إلى توثيق وتعزيز صداقتنا وتحالفنا ضد الإرهاب ومواجهة من يدعمون المليشيات الإرهابية ومنظمات الشر، وأنتم تعرفونهم تماماً، وننتظر أن تطلقوا من عاصمة الحزم تحذيراً لتلك القوى الشريرة حتى يصبح لزيارتكم ولقائكم بخادم الحرمين الشريفين وقادة دول الخليج العربية معنى وهدف.