سعد الدوسري
شغل خبر الاعتداء على فتاة متلازمة داون بالجوف، حيزاً كبيراً من اهتمام المواطنين، في كافة أنحاء المملكة، وانقسم المتابعون لهذه القضية إلى قسمين؛ قسم يحمّل الأهل مسؤولية الانشغال عن هذه الفتاة التي ابتلاها الله بهذا المرض، وترْكِها لأقدارها الصعبة، وقسم يشير بكل أصابع الاتهام لإدارة مركز التأهيل، التي لم تضع آليات لحماية هؤلاء الفتيات من الوحوش المريضة التي تعمل في المركز.
فيما يتعلق بأسرة الفتاة، فلا أحد يستطيع أن يضع نفسه مكانها، ولا أحد يمكنه معرفة ظروفها. قد تكون الأم، أو قد يكون الأب، غير قادرين على تحمل أعباء حياتهما، لظرف صحي أو عائلي، فكيف بتحمل فتاة تحتاج إلى رعاية دقيقة؟! لذلك، فإن تحميلها المسؤولية، وهو ما قد لا يختلف عليه اثنان، قد يكون فيه بعض القسوة. وعلى افتراض أن الأسرة متواصلة مع الفتاة، وتحيطها أثناء إقامتها بالمركز، بكل أوجه العناية والاهتمام، هل كان ذلك سيمنع هذا الوحش من الاعتداء عليها؟!
هنا، نعود إلى إدارة مركز التأهيل، لنضع عليها الحمل الأكبر من المسؤولية. ولقد كتبت مراراً في هذه الزاوية، أطالب برفع درجة كفاءة آليات مراقبة مراكز إيواء ذوي الاحتياجات الخاصة، ومراكز إيواء كبار السن والعجزة، فهؤلاء لا حول لهم ولا قوة، ومعظمهم غير قادر على الدفاع عن نفسه في حال الإهمال أو التحرش، ولا يمكن بأي حال من الأحوال، إيقاف ذوي النفوس المريضة، الذين يهملون أو يعتدون عليهم، إلا إنْ كثفنا مراقبتهم.
أيها المركز، لن نتهم أحداً بالتقصير، سواك.