سعد الدوسري
لفتَ برنامجُ التحول نظرَ المراقبين الاقتصاديين، محلياً وعربياً وعالمياً، كونه يستجيب لمتطلبات المرحلة الحرجة، التي يمر بها العالم كله. ويشعر المواطن اليوم، بأنه أمام برنامج جاد، سُخّرتْ له كلُّ الإمكانيات البشرية والتقنية والمالية، وليس كما الأمس، حين لم نكن نرى من البرامج سوى التغطيات الإعلامية عنها، وتصريحات وزرائها للصحف والتلفزيون.
إن أمام برنامج التحول مسؤولية كبرى، وهي وضع الأولوية لاستغلال قدرات الشباب المعطلة منذ سنوات طويلة. ليس عيباً أن نعترف بفشل البرامج الحكومية في القضاء على البطالة الكارثية في أوساط الشابات والشباب، العيب أن نظل ندفن رؤوسنا في رمال مشاريع جديدة لا تستوعبهم ولا تقضي على بطالتهم. العيب أن يكون لدينا أطباء وطبيبات أسنان بلا عمل، ويكون لدينا خريجات وخريجو تخصصات تربوية عليا بلا وظائف، في الوقت الذي تكتظ فيه المستشفيات والمدارس بالأجانب والأجنبيات، هذا بالإضافة إلى الصفوف الطويلة من خريجي الثانوية وخريجي الجامعات، الذين ينتظرون وظائف لائقة بهم منذ أكثر من وزارة عمل، مما يجعل التحدي أمام برنامج التحول كبيراً وتاريخياً، ليس فيما يتعلق بالبطالة فحسب، بل بكافة الملفات العالقة، التي عجزت عقليات المراحل الإدارية السابقة أن تضع لها حلولاً، وعلى رأسها الإسكان والخدمات الصحية.
يجب ألاّ ننكر حجم التفاؤل الذي يشعر به شبابنا، حين يكون هناك حديث عن برنامج التحول، فهم يعون أنهم هم الهدف الرئيس له، وأن الحلول لمشاكلهم في طريقها للحل، وأنهم على وشك أن ينخرطوا في عجلة التنمية، التي طالما حلموا أن يقودوها.