سعد الدوسري
فوجئ مدير ومنسوبو ابتدائية ومتوسطة المجاردة بثقيف، جنوبي الطائف، عند وصولهم مبنى المدرسة، الأربعاء الماضي بصخرة ضخمة تستقر داخل السور، بعد أن حطّمته. وهذه الصخرة، لم تهبط من السماء، كما يبدو، ولكنها سقطت من قمة الجبل الذي بُنيت المدرسة بمحاذاته. وسوف لن تتبيّنوا ما أقوله، إلا بعد أن تشاهدوا صورة الصخرة المنهارة من الجبل، الذي يلاصق سور المدرسة.
هل يكفي أن يوجه مدير التعليم بمحافظة الطائف، بتشكيل لجنة من إدارة شؤون المباني وإدارة الأمن والسلامة للوقوف على المدرسة ومعالجة ما حدث؟! ألا يجب أن نسأله:
- كيف تُبنى مدرسة أسفل جبل صخري شاهق، في مدينة عُرفت بغزارة الأمطار، وبانزلاقات الصخور؟!
لقد حفظ الله طلبة المدرسة، إذ انهارت الصخور بعد نهاية اليوم المدرسي، وعلى إدارة التعليم في الطائف، وغيرها من المدن، أن يراعوا الكوارث المحتملة، قبل اختيار موقع المبنى المدرسي؛ نحن هنا أمام حياة مئات الأطفال، ويجب أن يكون الخيار ملائماً لسلامتهم منذ البداية، منذ اختيار الموقع. كما يجب أن تكون خيارات السلامة مستمرة، أثناء البناء وبعد الانتهاء منه، ثم بعد تجهيزه. هذا ما يطالب به المجتمع، يطالب بأقصى درجات الأمن والإسلامة المدرسيتين، وذلك للحفاظ على حياة الأبناء والبنات من الأخطار المحتملة، كالانهيارات أو الحرائق أو الصعقات الكهربائية. وتلك المطالبة لم تأت من فراغ، بل من تجارب متواصلة، آخرها ما حدث في مدرسة المجاردة في الطائف.