سعد الدوسري
معروف أن التطور التاريخي لا يلتفت لوجهات النظر الشخصية والعاطفية، ولا للمبالغات الإنشائية؛ التاريخ في النهاية تاريخ، له معطياته وله سيرورته. ويكون من المحزن كثيراً أن تمس المشروعَ التاريخي إشاراتٌ اجتهادية، تحاول أن تعبّر بإيجابية عنه، في حين أن مطلقيها يؤثّرون سلباً عليه، كأن يقول قائل بأن نتائج زيارة خادم الحرمين الشريفين للشقيقة مصر، هي صفعة لفريق أو مجموعة فرق سياسية أو فكرية.
إن التعبير عن وجهات النظر حق للجميع، ومصادرته إفلاس في الممارسة الحضارية، ولكن أمام كل رأي، رأيٌ آخر. فمَنْ يستمع لهؤلاء الذين يكررون نفس اسطوانة الصفعة، يظن أن مشروع الزيارة قام من أجل هذا الهدف، في مشهد يعيدنا إلى الصراعات السياسية في الخمسينات والستينات. ومن الأفضل، ونحن في هذا الفضاء المفتوح، الذي يشكّل فيه الشباب السعودي والمصري، الغالبية العظمى، أن ننظر إلى الإيجابيات فقط، وأن ندع عنا التلميح إلى دحر الحاقدين، وإلجام المتخاذلين، فكل هذه الأساليب ستخلق جواً من التوتر في الحوار حول نتائج الزيارة التاريخية، والتي بلا شك، ستعود بالنفع على البلدين بإذن الله، سواءً من الناحية الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية؛ فمصر شريك أساس في الهم العربي والإسلامي، ليس للمملكة فقط، بل لكل الدول. والثقل السياسي والاقتصادي للسعودية اليوم، هو ثقل لمصر ولكل الدول.
التاريخ بحاجة للإيجابيين، فهم وحدهم من سيبثون منجزاته في أوساط الشباب، وفي وسائل تواصلهم الاجتماعي، الذي تكبر فيه الإيجابية أو السلبية، مثل كرة الثلج.