سعد الدوسري
يطالب المتلقون لوسائل الإعلام دوماً بالحلول؛ وهذا من حقهم. فحينما يقضون بعضاً من أوقاتهم في قراءة مقال، أو في متابعة برنامج، فإن سؤالهم التالي:
- طيب، وبعدين؟! هذه هي المشكلة، أين الحل؟!
ودوماً أيضاً، فإن الإعلام لا يملك سوى طرح المشكلة، وفضح أطرافها. أما الحل، فهو بعيد كل البعد عن الإعلام. إنه في دائرة أخرى، دائرة القرار الرسمي أو الأهلي. ولكي تكون الصورة أقرب، فإن الإعلام مثلاً يفضح الفاسدين، لكنه لا يقبض عليهم. والإعلام يعري المسؤولين المقصرين، لكنه لا يعفيهم أو يقيلهم عن مناصبهم.
الزميل عمر حسين، نجم البرنامج اليوتيوبي «على الطاير»، كان في لقاء الأسبوع الماضي، على قناة إم بي سي، وسأله المذيع عن رحلته في نقد المؤسسات، سأله نفس السؤال:
- طيب والحل؟!
أجاب:
- الحل في يد أصحاب القرار، وفي يد المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني.
وأضاف بلهجته الحجازية المميزة:
- الإعلام يفك الهرجة!
أي أنه يفتح السالفة، والباقي عند مَنْ بيده الحل والربط.
وهذا صحيح؛ الإعلام يقوم بالدور الأصعب، دور المخاطرة، دور السير فوق حقول الألغام، وكل هذا من أجل كشف «الحقيقة» للمؤسسات الرقابية. وبدون الإعلام، لا يمكن أن يتحقق هذا الكشف وتلك التعرية؛ كم من كاتب زاوية، وكم من صحفي، وكم من رسام كاريكتير، وكم من مقدم برنامج حواري، دفعوا ثمن جرأتهم في كشف المستور، ليخدموا فئات واسعة من فئات المجتمع.