صيغة الشمري
تعجبني قوة (الوجه) والأعصاب التي تتمتع بها وزارتا الصحة والزراعة، حول مواجهة أزمة مرض (كورونا) والتبريرات والتصريحات غير المقنعة، وأتحدى أياً من منسوبي الوزارتين الموقرتين أن يستطيع الثبات على كلام أو تصريح معيّن دون أن ينقضه في الأيام التي تليه، قوة أعصاب ولا مبالاة منقطعة، وعدم جدية بتقديم معلومات تطمئن أفراد المجتمع المرعوب من كارثة تهدده ليل نهار، وتخطف من حين لآخر أرواحاً جديدة بريئة أمام نظر الوزارتين اللتين تكتفيان بتقديم تصاريح غامضة ومتناقضة وناقصة، كان آخرها تصريحهما الأخير الذي يطلبان فيه من المواطنين (أن لا يبالغوا في الاقتراب من أنف الناقة دون داع)،
فهل التحذير موجّه لملاّك الإبل الذين يقبّلونها خشماً بخشم (خشمك خشمك)، ويعتبرونها مصدراً من مصادر العزة والفخر، ويرفضون فكرة أنها قد تنقل لهم الا الخير والشفاء، كما أنّ التصريح حدد (الناقة) دون الجمل في جهل وعدم دقة قد يفهمه ملاّك الأبل يخص الناقة ولا يخص الجمل، ولم يفسروا ماذا يقصدون: بألاّ يبالغوا، مثلاً ثلاث قبلات أنف باليوم أو قبلة في الأسبوع، وهل هذه الأعداد فيها مبالغة أو أقل ما تستحقه ( عطايا الله ) !، ولكي لا أطيل عليكم سأستعرض لكم تصاريح وأخبار سابقة صادرة عن وزارة الصحة أو الزراعة، في تبادل وتدوير للغموض منذ ظهور فايروس كورونا، ونحن في حيرة بمباركة من منظمة الصحة العالمية التي زادت الطين بلة، وصرحت أن لا علاقة للإبل بفايروس كورونا على لسان مديرها الدكتور علاء العلوان، في نفس الوقت الذي صرحت فيه وزارة الزراعة السعودية : الإبل تنتج فايروس كورونا، بعدها حذرت وزارة الصحة السعودية من مخالطة الإبل حديثة الولادة ( هذا قبل أن يكتشفوا حكاية أنف الناقة )، ثم كشفت وزارة الزراعة أن نسبة الإصابة بين الإبل بفايروس كورونا بلغت 85%، كذلك تجد تصريحاً لوزارة الصحة ينفي علاقة الإبل بكورونا، مما يمثل أعلى درجات الاستهتار بصحة الناس وأرواحهم، فهذا النفي من قِبل وزارة الصحة تسبب في دمار لا يعلمه إلا الله، حيث إنه أزال حذر الناس من مخالطة الإبل بدون دليل أو برهان علمي، إذ كان الأولى تقديم الشك في هذه الحالة للحفاظ على أرواح الناس وعدم تطمينهم بدون أي بحث علمي ينفي الشكوك عن علاقة الإبل بكورونا، آخر المطاف اتفقت وزارة الصحة والزراعة أن تثبتا للمواطنين أنهما في قلب الحدث فأطلنقا تحذيراً بعدم المبالغة في الاقتراب من أنف الناقة وجعل السلام ( مشاهد)!