صيغة الشمري
قبل أيام انطلق معرض الكتاب في مدينة الرياض، والجميع شاهد الآلاف من الطوابير التي تنتظر دورها في الدخول في مشهد وطني يدعو للفخر، والصور والمشاهد تتناقلها وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام المختلفة مما يعكس صورة مشرقة ومحترمة عن بلادنا وعن مجتمعنا، لا سيما أن معرض الكتاب في الرياض هو الأكثر مبيعاً بين جميع معارض الكتب الأخرى في المدن العربية الأخرى، مما جعل جميع دور النشر تتسابق للمشاركة في معرض الرياض، وتستعد له منذ نهاية المعرض الذي سبقه، المحافل الثقافية سواءً أكانت معرض كتاب أو أمسية ثقافية أو
معرضا تشكيليا أو مهرجانا وطنيا، سواء كان مهرجان الجنادرية أو غيره، هذه المحافل تكون تحت المجهر الإعلامي والاجتماعي، وأي تصرف غير حضاري يكون في ثوان معدودة معروضاً على شاشات قنوات أجنبية ليستخدمها الإعلام المعادي لضرب سمعة السعودية والشعب السعودي ليظهر كشعب متخلف ومنغلق لا يجيد الحوار مع الآخر، ولا يقبل باختلاف وجهات النظر، وهذه الصور غير الحضارية قد أضرت ببلادنا كثيراً وأضرت بسمعتنا حتى بدأت كثير من الدول تنافش في اجتماعات برلماناتها سلوكيات بعض أفراد مجتمعنا، وتناقش عدم قدرة البعض منا على تقبل الرأي الآخر وافتقاده التهذيب والاحترام لمن يخالفه الرأي، المخربون الذين يتواصون ويحشدون قبل وأثناء وبعد أي فعالية وطنية ليخربوها ويزعزعوا أمننا الوطني ويحاولون التقليل من هيبة الدولة بحجة الإنكار والوصاية، ضاربين بسمعة السعودية ومصالحها وهيبتها عرض الحائط ليعودوا بنا للمربع الأول من الحياة البدائية التي كان يقوم بها مخربون مثلهم لتعطيل وتخريب مشروع تعليم الفتاة السعودية ومشروع الإستعانة بالهاتف بذات الحجة وهي انكار المنكر، إن مخربي المحافل الوطنية واصحاب الإنكار العلني اصبحت مفسدتهم أكثر من المصالح التي يحققونها - هذا إن كان هناك مصالحاً من أساسه - وأصبحوا يشكلون ذراعاً عدوانياً يخدم مصالح اعداء الوطن، وهم يعلمون ذلك لكن يتعمدون الحاق الضرر بنا وبمصالح بلادنا لأنهم لا يؤمنون بشيء اسمه وطنية، فكيف تقنع شخصا لا يؤمن بالوطنية بأن يحب الوطن، مثل الذي يحاول تغيير سلوك حيوان مفترس إلى أليف!