رقية الهويريني
في لقاء تلفزيوني مع طبيب القلب المشهور مجدي يعقوب قامت المذيعة تعدد إنجازاته الطبية والخيرية، فتمعر وجهه حياءً وتواضعاً وقال (إن 95% من المجهود الطبي هو من لدن الأطباء والممرضات وأن 5% هو مجهودي الشخصي)!.
ولمن لا يعرف الدكتور مجدي يعقوب؛ فإنه قدم العديد من الأساليب الجراحية الجديدة لعلاج أمراض القلب وخاصة الأمراض الوراثية، ويعد ثاني أكبر جراح يجري عملية زراعة قلب، وقد عكف على إجراء هذه الجراحات على نفقته ونفقة المتبرعين لفترة من الزمن.
وقام الطبيب المصري العالمي مجدي يعقوب بأكثر من 25 ألف عملية أجراها خلال مشواره الطبي الطويل، منها 2500 عملية زراعة قلب، وقد اهتم خلال هذا المشوار بتدريب الأطباء على مستوى العالم كله، مؤكداً أنه بهذا ينقذ مريضاً قد لا يتحمل الانتظار حتى يأتي بنفسه لإجراء العملية، وهو يفخر في كل مكان بالأطباء المصريين الذين تتلمذوا على يديه وأصبحوا قادرين على إجراء عمليات زراعة القلب بنجاح كبير، حيث تجاوز الدكتور يعقوب الصعوبات من خلال عمله في مجال جراحة القلب، وعمل على ابتكار أساليب جديدة تساعد وتنمي مهارات الجراحين بالشكل الذي يجعل جراحات القلب أكثر سهولة، بالإضافة لمساهمته في مركز هارفيلد لأبحاث أمراض القلب ببريطانيا، واستحداثه أساليب مبتكرة للعلاج الجراحي لحالات هبوط القلب الحاد، كما عمل على تأسيس البرنامج العالمي لزراعة القلب والرئة، وأصدر العديد من الأبحاث العالمية المتميزة، مما حدا بالملكة إليزابيث الثانية لمنحه لقب فارس عام 66م.
أنشأ الدكتور يعقوب جمعية خيرية تدعى سلاسل الأمل عام 1995م لمساعدة الأطفال الذين يولدون بعيوب خَلْقِية في القلب وإيجاد طريقة مبتكرة لإنقاذ حياتهم ومساعدتهم على العيش بشكل شبه طبيعي. وأنشأ مركزاً لعلاج مرضى القلب بالمجان في مدينة أسوان بمصر يعتمد على التبرعات.
ما دعاني لذكر مآثر الطبيب النبيل والتوقف أمام مقولته في تلك المقابلة ومحاولته التقليل من إنجازاته والتواضع بنسبتها للغير برغم عظمتها وأهميتها، هو وصول عشرات الرسائل عبر الإيميل والواتساب وإغراق جوالي بتلك المعلومات الشخصية حول الإنجازات السخيفة لبعض الأشخاص التي لا تتعدى دورات تدريبية حول تطوير الذات والمشي على الجمر، وإرفاق السيرة الذاتية المحشوة بحضور محاضرات عن كيفية الإيحاء، وإخراج الجن وتفسير الأحلام وتكفين الموتى وتجارة الوهم، وكلها تسويق للذات وخوض في بحر الدروس التافهة والبدائية، وكمية من الهياط الزائف.
لهؤلاء أقول... أرجوكم، احتفظوا بمنجزاتكم التافهة لأنفسكم، وإن رأيتموها هامة فدعوها تتكلم عن نفسها، فالإنجازات المفيدة تتحدث، ولها لسان وبيان!