جاسر عبدالعزيز الجاسر
دخلت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يومها الرابع، التي حملت الخير الوفير لشعب مصر العربي، والتي ترفد العلاقة الاستراتيجية المشتركة بين مصر والمملكة العربية السعودية. وقد تفاعل المواطنون المصريون مع هذه الزيارة، ليس فقط لما حققته حتى الآن من إضافات بنيوية، لا بد أن تعزز العلاقة الحميمية بين البلدين وترسخها، بل أيضًا للعلاقة الروحية التي يكنُّها المصريون للأراضي السعودية المقدسة التي يحلم كل مصري بأن يمُنَّ الله عليه بزيارتها، وأن يؤدي الركن الخامس، ويزور المسجد النبوي ويؤدي السلام على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ ولهذا منذ عقود طويلة نجد ترابطًا عاطفيًّا بين السعودية والمصريين؛ فالسعوديون أكثر العرب قدومًا إلى مصر، وبعضهم يقيم على أرضها؛ إذ تذكر بعض المصادر أن قرابة نصف مليون سعودي يقيمون في مصر، فضلاً عن الذين يقضون إجازاتهم، ويحرصون على زيارة مصر؛ إذ يمثل السعوديون رافدًا قويًّا لدعم السياحة، وتفوق الرحلات الجوية للطائرات السعودية والمصرية اليومية أية رحلات جوية أخرى؛ إذ تكاد تكون الرحلات بين المدن السعودية والمدن المصرية رحلات داخلية. وسوف يتعزز التدفق السياحي بين البلدين، سواء بزيارات السعوديين للسياحة أو المصريين للعمرة والحج، وحتى العمل، بعد أن يتم تنفيذ جسر الملك سلمان الذي سيربط بين البلدَيْن، والذي سيضاعف من التبادل التجاري، ويسهل من تدفق البضائع بين البلدين. كما سيسهل الجسر حركة تنقل المواطنين العرب والعاملين في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية، الذين سيكون بمقدارهم استعمال سياراتهم الخاصة؛ وهو ما سينعكس إيجابيًّا على رفع معدلات السياحة في مصر.
إقامة جسر الملك سلمان بن عبد العزيز بين السعودية ومصر ليس الهدية الوحيدة التي قدمها الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر في هذه الزيارة، التي ستشكل نقطة مضيئة، تؤطر العلاقات السعودية - المصرية، وتعززها، بل أيضًا رُفدت بخمس عشرة اتفاقية، ترسم خارطة طريق للعمل الثنائي وصولاً إلى ربط البلدين في سلسلة من الاتفاقيات التي ستفعِّل العمل المثمر في العديد من المجالات الاقتصادية والصناعية والثقافية والتعليم، والتعاون في القطاعات الزراعية والتجارية والنووية في المجالات السلمية.
زيارة خادم الحرمين الشريفين المستمرة حتى غد تحمل كل يوم إضافات، تعزز العلاقة النموذجية بين السعودية ومصر، وتحفز الدول العربية الأخرى لتحذو حذوهما؛ حتى ترتقي بالعلاقات العربية جميعًا، من خلال التفعيل الإيجابي للعمل العربي المشترك.